قناعةٌ إلَهِيَّة ! *******جوانا إحسان أبلحد

منبر العراق الحر :

لَمْ يَكُنْ مُجرد mulled wine نتلمَّظُ فيهِ البَهَار
بَلْ كانَ شَرَاباً سماويَّاً !
يُسْكِرُ الذَّاكرةَ بحالةٍ واحدة
ثُمَّ يُسْكِرُ العينَ بكِلْتا الحالتيْن،
بحرفِها العربيِّ الأقدس
أو كَـ حاسةٍ للرُّؤيةِ الصَّافية
وتظلُّ عَيْنُه تُناغِي رِمْشي بِـ عَصْرِيَّةٍ باردة
*
لَمْ يَكُنْ مُجرد gemstone يُصْقَلُ على الأبعادِ الثلاثة
بَلْ كانَ يخضَرُّ حتَّى يتفوَّقَ على خُضْرَةِ الآميرالد
أو كانَ يحمَرُّ حتَّى يتجاوزَ حُمْرَةَ الرُّوبي
هكذا يخضَرُّ أو يحمَرُّ، والرَّاءُ بنهايةِ الفعليْن رحَّالةٌ بالشِّعرِ
وتظلُّ راؤُهُ تستهلُّ الـ رافديْن بـ ريحانةٍ طافية
*
لَمْ يَكُنْ مُجرد DNA يتحَلْزَنُ بالأقدارِ الوراثيَّة
بَلْ كانَ شفرةً نادرةً تحمِلُ سِرَّ الوجودِ الأول
بَلْ يتوالى عليها حَمْضُ النهاية حيثُما كانتْ البداية
غائرةٌ عَيْنُهُ مِنْ السَّهَرِ المُعَنَّى بِعِشْقِ الألِف
وفيهِ الألفُ تتعَمْلَقُ على أقزامِ التَّاريخِ بِمَلْحَمَةٍ غنائيَّة
*
لَمْ يَكُنْ مُجرد Holy Gate مفتوحةٍ على أسرارِ الكُرةِ الإنسانيَّة
بَلْ كانَ ماءَ اللَّاهوتِ المجبولَ مَعَ تُربَةِ النَّاسوتِ بِـ قيْلولَةٍ حُلْوَة
سُحْقاً للباعةِ المتجولين بأحياءِ الذَّاكرةِ العشوائيَّة
صَحَّونِي مِنْ الحُلُمِ الذي رَاوَدَنِي بقيلولةٍ تُغنِّجُ قافَها
وتظلُّ القافُ بآخرهِ قريبةٌ مِنْ نُخاعِ الرَّبِ
لأنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُجرد نقطة على الخارطة
بَلْ كانَ العراق
وأعظم !
*
جوانا إحسان أبلحد

 

اترك رد