بانت لهم قببٌ ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :

بــانَتْ لــهُم قــبَبٌ يَــعلو بِها الشَرَفُ
فــي كُــلِّ مــرتَفعٍ مِــن أَرضِهم نَجفُ
اَنــسامُهم عَــبَقٌ مِــن هَــفهَفٍ خَضِلٍ
والاســمُ مِن أَحرفٍ مازَت بهِ التُحَفُ
عــالي الــعُلا شَــأنَهُم والكلُّ يَعرِفُهم
إن لاحــوا فــي قِمّةٍ أَو ضَمّهُم كَهَفُ
يـــا مَـــن لــهُ عَــلَمٌ حِــرْزٌ وَمَــغنَمةٌ
الأرض مِــن غيرهِ لا شَكَّ تَنخَسِفُ
والــشمسُ إنْ طَــلعَت نَفحٌ يشاورُها
لــولاهُ مــا شَعشَعَت تَخبو وَتَنكسِفُ
اســمــاؤهُم دِرَرٌ قَـــد بــاتَ يَــرسمُها
عــينٌ وَذي أحــرفٍ بــالعِلمِ تَــغترِفُ
مـــا عــابــهُم تَــرفٌ فــالفقرُ مَــسكَنهُم
والــحــبُّ مَــســلَكهُم إزرٌ وَمــلــتَحفُ
يَــكفيهمُ نَــسَبٌ عالٍ وَذو حَسبٍ
لــلــحقِّ مِــفــتَرقٌ فــيــهِم وَمــؤتَلفُ
مِــن جَــدِّهِم أحمدٍ إرثٌ نــداولهُ
مــا أَســكَتتهُ الــقَنا يَوماً وَلا صحفُ
الــواوُ فــي عــطفِهم بــانَت مَكارِمُها
ان مـــرَّ مُــنعَطِفٌ أو بــانَ مُــعتَطفُ
مــا خــرَّ مِن فوقِهم سَقفٌ وَلا نَكثوا
عــهــداً بــمــسغَبةٍ إلاّ بِــمــا عُــرِفوا
فـــي بــيتِهم وقــفةٌ لــلهِ مَــقصدُها
إن جـــاءَ مُــعــتَمِرٌ أو راحَ مُــزدَلِفُ
الــجــودُ مَــنبَعُهم والــعزُّ مَــقصَدُهم
والخِلدُ مَسكنُهم يا بَختَ مَن وَصفوا
مـــا غَــرَّهُم ذَهَــبٌ أو تــاجُ مَــملكةٍ
لــكنَّ مَــن مَــلَكوا فــي بابِهم وَقَفوا
والــعَدلُ فــي كفِّهم كالبَحرِ مُنبَسطا
إنْ ضَجَّ مُستَصرخاً زانوهُ وانتَصَفوا
آهٍ عــلــى غُــربــةٍ اَثـــرَتْ بِــها أُمَــمٌ
فــي كــلِّ مُــنعَطفٍ بــانَت لهُم غُرَفُ
يــا مُــلتقى وطــنٍ شــاهَت مَلامِحُهُ
مَـــن ذا سَــينكرهُ والــكلُّ مُــعتَرِفُ
بــالطفِّ مُــغنمةٌ والــمُلتقى هِــممٌ
كَــي يَــهتَدي مــارقٌ بالتيهِ مُنحَرِفُ
لا فــرقَ في عَجَمٍ بالأصلِ عَن عَرَبٍ
إلا بِــمــا عَــمِلوا وَالــباغي يَــنكَشِفُ
أَزرَت بِــنــا نــوَبٌ لَــو أنَّــها شَــهِدَت
تَــبكي لَــنا أَنــجمٌ والــبدرُ يَــنخَسِفُ
حــاطَت بِــنا زمــرةٌ لَــو أنَّــها مَرَقَت
مــاتَت بِــلا عِــفَّةٍ مَــن طبعها الشَرَفُ
إنّا ومِــن بَــلدٍ أَســوارُهُ قَــصَبٌ
جِــذعٌ بِــلا سَــعفٍ مَحصولهُ حِشَفُ
لــكــنَّ لــي أمــلٌ فــي مُــنيةٍ كَــبُرَت
والــمُرتَجى لــؤلؤاً لا ذلــكَ الــصَدَفُ
يــا ابــنَ الذي للوَرى تَحكي مَكارمُهُ
يَــكفيهِ مِــن خُــلِقٍ يَعطي فيستَلِفُ
يــا ابــنَ الــذي صرحُهُ مازالَ يَسعفُنا
إنْ مَــســنا ضَــرَرٌ أو ســامَنا صَــلِفُ
فــي حُــبِّهم مَــأمنٌ عَــن كُلِّ حادثةٍ
يــا ويلَ مَن بُهتوا بالحَشرِ أو رَجَفوا
إنّا ومِــن وَطــنٍ تَــصفو مَشاربُهُ
والــصَفو مُــتَبَعٌ والــذاهبُ الــوَغَفُ
إني ومِــن كَــربلا والــنَهرُ يَــتبعُنا
يَــشــكو مَــآثرنا والــنخلُ والــسَعَفُ
لا شـــيءَ انــفــثُهُ دَمــعٌ يُــسابقُني
حَتّى ذَوَت مُقلَتي والموقُ وَالطَرَفُ
نَــبكي عــلى تُــربةٍ لَــو أنَّــها عَــلِمَت
بــالطفِّ مِــما جَــرى تَبكي لَهُم نُطَفُ
يــا ســيّدي غَــرني إنْ طافَ زائِرُكُم
فــي حَضرةٍ المرتضى يُشفى فَيَنصَرِفُ

 

كريم خلف جبر الغالبي

اترك رد