منبر العراق الحر :
استيقظ (توماس أديسون) ،صاحب أعلى رقم في براءات الاختراع في الكهرباء والطاقة، وهو في السبعين من عمره ، من النوم على مشهد اشتعال النار في معمله ، كان الحريق كبيرا”، أتى على كل أوراقه وأبحاثه وأدوات مختبره.
وقف الرجل العجوز بهدوء يشاهد ألسنة اللهب، مما دفع ولده الذي جاء مسرعا” لمشاهدة المأساة أن يقول: ” اقتربت من أبي وأن خائف مما يمكن أن تفعله تلك المصيبة به، هذا رجل يشاهد جهد عمره يحترق أمامه “.
المدهش :هو ما حدث، حيث فوجئ الإبن بابتسامة هادئة قد افترشت وجه أبيه، والذي قال حينما رآه: “أيقظ أمك يا بني لتشاهد هذا المشهد الفريد، أظنها لم تر نارا بهذا الشكل من قبل!”
توقف الإبن مذهولا” وقد ظن أن ثمة لوثة قد أصابت الأب من أثر المصيبة، إلا أن اديسون قال له (وقد فطن إلى ما يدور بخلده): ” لدينا غدا” فرصة لبداية جديدة خالية من أخطاء الأمس “.
هذه القصة مهمة جدا لاستيعاب فلسفة المصائب وقبول المرء لها ، لأن ( بعض المصائب من الضرائب ).
المصائب تحدث يقينا”، قد تموت من نحب، ويخون من نثق به، ويضيع ما نتمنى دوام امتلاكه..
في العراق حدثت المصائب للعراقيين لأننا لا نملك قواعد اللعبة .. ومن كثر المصائب فقد جزع الكثيرون منا جزعا يذهب العقل ، البعض يحلم أن يعيد ما فات .. والبعض الاخر إما أن يصبر محتبسا” على أمل أن يحمل الغد خبرا” سعيدا” لهذا البلد العريق ، أو نغوص في مستنقع الفساد و السرقات و الضياع .
كلنا في مصيدة الأقدار.. توزع علينا الحياة أوراق اللعب، والحقيقة أن الفائز ليس فقط من يملك أوراق جيدة، وإنما من يقدر على اللعب جيدا بالأوراق السيئة. قدرنا أن نغير مصيرنا ومصير ابنائنا*، *و لا نتحجج بأننا ابتلينا بولاة باعوا البلد و زرعوا الفتن عن عمد ، ونسوا نحن ملح الارض والحضارة و الاخلاق ( وما يصلح الملح إذا الملح فسد )
البروفيسور د ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي
تم