عندما كنت في العشرين من عمري….هشام الهبيشان

منبر العراق الحر :عندما كنت في العشرين من عمري:

كنت أنتظر بشغف أن أبلغ الثلاثين من عمري … وكنت أعتقد أن هذا هو سن الحكمة والذى لا يوجد بعده ولا قبله … وكانت السنون تمر بطيئة .. أعيشها بكل عمق وكل انطلاق وكل سعادة.
ومرت سنوات طويلة جدا إلى أن أصبحت قريباً من الخامسة والثلاثين من عمري الآن.. وهنا اختلف الأمر .. أصبحت الاهتمامات أكثر والمشاغل أصعب .. والطموحات لا تنتهي .. والأحلام أعلى .. وأضحت السنوات تمر مسرعة .. لا نكاد نشعر بمرورها ولا نكاد نشعر بما أنجزنا فيها….
سنوات عديدة مرت فى لمح البصر .. لا أكاد أصدق أنها مرت ولن تعود .. ومع ذلك أبدأ التعود على أشياء جديدة كان يجب أن أفعلها منذ زمن طويل .. و أبدأ فى اكتشاف أماكن جديدة كان يجب أن أكتشفها منذ سنوات طوال .. وأبدأ فى معرفة أشخاص جدد تمنيت لو كنت أعرفهم فى مقتبل العمر .. سنوات كثيرة مرت بطيئه .. ومع ذلك كنت أحتاج خلالها مزيدا من الوقت .. كنت أريد خلالها المزيد من العمر .. ما زالت هناك أشياء لم أفعلها بعد .. وأحلام لم أحققها بعد .. وأصدقاء لم ألتقِ بهم بعد .. هناك أماكن لم أذهب إليها بعد .. هناك ضحكات لم أضحكها بعد .. هناك كلمات جميلة لم أقلها بعد .. أتعجب أنني لم أفعل ذلك منذ زمن طويل .. وأتعجب أكثر أنني لن أستطيع أبدا أن أعيد حتى لحظة واحدة فائتة!
لم أشعر بمرور السنين .. ما زلت أملك قلب طفل .. أشعر أنني مازلت فى العاشرة من عمري .. لم يمر سوى يوم أو بعض يوم .. هل يمكنني أن أشعر بالزمن فقط فى قلبي وفي وجداني و أن أتغاضى عن مرور كل هذه السنين ؟!
أيها الزمن المسرع كسحابة .. هلا توقفت اليوم لحظة واحدة .. لتعطينى فرصة فقط لأقول وداعاً لعمر مضى .. وأقول لعمر آتٍ بإذن الله : مرحبا بالمزيد…….

اترك رد