منبر العراق الحر :
طَيفُكَ بالأَمسِ
غافلَ صَباحي
أَلهبَ جِراحي
أشعلَ رمادَ طُفولَتي
ضَحِكٌ
جُنونُ صَمتٍ في وتينِ القلبِ
والغَصَّةُ بالوَريدِ
لَملَمتُ أَحزاني ..
شَمسٌ تَتأنَّقُ
على ضِفافِ بَحريَ السَّاجي
كُنتَ اللَّيلَ والكأسَ والمَراح
كُنتَ الأُنسَ و الجُنونَ والأفراح
نامَ الحُزنُ على أرصفَةِ العِشقِ
حُرَّاسُهُ نوارسُ الزُّرقَةِ
فَيضُ قلبٍ من خَوابي الحُبِّ
فَيضُ قلبٍ بِطعمِ النَّبيذِ
مَدَّ جُسوراً مِنَ الغَيمِ
بينَ أصابعٍ تَشابَكَت
وقُبلةٌ
صافَحَتِ النَّبضَ
وأشعَلَت ..
ضَحِكتُ بِخَوفٍ
رَجَفتُ بِحُبٍّ
و دِفءِ الجَحيمِ
ولستُ أَدري
هَل يَمُرُّ النَّسيم ..
حُلمٌ مُعَطَّرٌ بثَورةِ البارودِ
لاشيءَ يُشبِهُهُ
إلَّا انهِدامُ الحَرفِ
ما بينَ الشُّرودِ ..
أَنا البحرُ احتَضَنتُ العَصفَ
ومَوجُ قلبي قَد تَعافى ..
ضَوءٌ يَشُعُّ في حَنايا الصَّدرِ
أنا العنقاءُ
أسطورةُ الزًّمانِ
ذاتَ العُمرِ الطَّويلِ
لآخرِ الحياةِ
مادامَ الكونُ قَائِماً
وعَرشي المَكان ..
وعِبءُ اللَّحظاتِ
انهكَت قُوايَ
وقلبي المُتعَبُ
منَ الزَّمانِ والمَكانِ
وخُصلاتُ الشَّمسِ
تغاريدُ اللَّهفةِ
غناءُ الفؤادِ
استعيدُ ملامحَ طُفولَتي
بقايا شهقاتُ رحيقِ الغَدِّ
لهيبُ قلقِ إمرأةٍ
تُقارعُ عتمةَ الزَّمنِ
أَعتَرِفُ وأعتَرِفُ
إلى ذَيَّاكَ اخطو
ولتَحكُمِ الطُّغاةُ
ولتَحكُمِ القضاةُ
بالإعدامِ ..
بالحرقِ ..
بالموتِ ..
بالمَنفى ..
اعشقُها ..
اشتَقتُها هَاتيكَ اللَّحظاتِ
ارسمُها على خيوطِ الصَّباحِ
غذاءً للرُّوحِ
حينَ يَخطو ..
ورذاذُ حنينٍ أشعلَهُ اللِّقاءُ
رذاذُ حنينٍ يُحيي “العِظام ..
يُرَتِّبَ الأُمنياتِ
ويُنهي عَصرَ الفِطام ..
انتظرتُ لقاءَ الغَدِ
بِصبرِ أَنينِ المَوجِ
سَابقتُهُ
ومَدَدتُ ذَاتِ اليَد!
غَفوَةُ رمق منتظر ..
ملاك نواف العوام