منبر العراق الحر :
تتواصل الحرب في غزة ليومها الـ150 مخلفة حتى الآن أكثر من 30 ألف قتيل، فيما تقترب حركة “حماس” وإسرائيل من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.
قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون فجر اليوم الاثنين جراء قصف الطيران الإسرائيلي لعدة مناطق سكنية في قطاع غزة.
وأفاد مراسلون بمقتل وجرح عدد من المواطنين جراء قصف الطيران الإسرائيلي الحربي لمنزل يعود لعائلة ماضي في خربة العدس شمال رفح جنوب قطاع غزة”.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا لعائلة الغريب وسط رفح، ومنزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادوا بوقوع إصابات لدى عدد من المواطنين جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية منزلا في شارع الجلاء وسط غزة.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا يعود لعائلة رضوان، وشنت غارتان على المناطق الشرقية في مخيم جباليا شمال القطاع.
كما شن الطيران الإسرائيلي غارات على محيط منطقتي الشيخ زايد وتل الزعتر، شمال غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي وللشهر الخامس عمليته العسكرية على قطاع غزة، مخلفا أكثر من 30,410 قتيلا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 71,700 مصابا، في حصيلة غير نهائية، إضافة لآلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم أمس الأحد، عن ارتفاع عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف بمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة إلى 15 طفلا.
وتعاني مناطق قطاع غزة من حالة مأساوية بسبب الانقطاع الكامل للمواد الغذائية ومصادر المياه النظيفة والحصار الخانق، وسجلت وزارة الصحة بغزة وفاة عدد من المواطنين بسبب الجوع وسوء التغذية.
وألقى الجيش الإسرائيلي مناشير لأهالي قطاع غزة مستشهدا بالقرآن والسنة، بعد أيام من مجزرة شارع الرشيد التي أدت لوقوع مئات القتلى والجرحى بين فلسطينيين اصطفوا للحصول على المساعدات.
وجاء في المناشير التي ألقيت على منطقة الشيخ رضوان في شمال القطاع، آية من سورة النساء: “يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم”.
“يا أهل شمال قطاع غزة للمساهمة في تحسين الظروف الإنسانية ووصول المساعدات إلى شمال القطاع افسحوا الطريق للمساعدات الإنسانية وامتنعوا عن النهب والسرقة وأعمال الفوضى ليصل الطعام إلى المحتاجين والفقراء في جميع أنحاء المنطقة”.
وجاء في المنشور: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”.
واستخدم الجيش الإسرائيلي هذه المناشير لتعزيز تأكيده “أن الحشود الفلسطينية هاجمت شاحنات المساعدات، مما أدى إلى مقتل العشرات بسبب الازدحام الشديد والدهس”.
من جانبها ذكرت مصادر محلية أن دبابات الجيش الإسرائيلي فتحت نيران رشاشاتها باتجاه آلاف المواطنين من شمال قطاع غزة، وتحديدا من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عند الطريق الساحلي “هارون الرشيد” في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن “قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبي غزة، بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر”.
وأشارت المصادر إلى أن نحو 150 شخصا لقوا حتفهم فيما أصيب 600 آخرون في حصيلة غير نهائية.
كماأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه تمكن من القضاء على عناصر في حركة “الجهاد الإسلامي” أطلقوا صواريخ باتجاه مستوطنتي بئيري وحتسيريم.
الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لعملياته في قطاع غزة الليلة الماضية (فيديو)قتلى وجرحى جراء القصف الإسرائيلي لعدة مناطق في غزة الليلة الماضية
وقال الجيش في بيان: “يوم السبت، أطلق مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي صواريخ باتجاه كيبوتس بئيري وكيبوتس حتسريم. وفي أقل من 30 دقيقة حددت قوات الجيش الإسرائيلي موقعهم وتم القضاء عليهم بغارة جوية”.
وأفاد بأنه “خلال اليوم الماضي، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي 15 مسلحا باستخدام نيران القناص والدبابة والنيران الجوية. كما رصدت القوات مجموعة دخلت إلى موقع عسكري تابع لحماس، وتم قتلهم بغارة جوية”، مبينا أنه “تم اعتقال حوالي 80 مطلوبا يشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية، بما في ذلك عناصر من حماس والجهاد الإسلامي”.
وأفادت قناة “القاهرة” الإخبارية اليوم الاثنين أن “تقدّما ملحوظا” سجّل الأحد خلال المحادثات من أجل التوصل الى هدنة في قطاع غزة والتي تشارك فيها مصر وحركة “حماس” وقطر والولايات المتحدة.
وأشارت الى استئناف المحادثات اليوم في يومها الثاني. ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين حركة حماس وإسرائيل إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية. ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقد جرت في مصر الأحد جولة جديدة من المباحثات الهادفة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، مع مواصلة الدولة العبرية عملياتها العسكرية المكثفة في القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة بعد زهاء خمسة أشهر على اندلاع الحرب.
ووصل ممثلون للولايات المتحدة وقطر وحماس إلى القاهرة لاستئناف المباحثات بشأن هدنة، وفق ما أفادت قناة تلفزيونية مصرية الأحد.
ينص الاقتراح الذي تقدمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويأمل الوسطاء بأن يتم الاتفاق بشأنه قبل حلول شهر رمضان في 10 آذار (مارس) أو 11 منه.
وأعلن مسؤول أميركي السبت أن إسرائيل وافقت مبدئيا على بنود المقترح، في حين لم تؤكد الدولة العبرية ذلك.
وقال مصدر في حركة حماس إن الاتفاق ممكن في حال ”تجاوبت” إسرائيل مع مطالب الحركة.
وأوضح “(الأحد) تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة… وإذا تجاوبت إسرائيل يصبح الطريق ممهدا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة المقبلة”.
وشدد على أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 تراعي في المفاوضات “المرونة التي تحقق التوصل لاتفاق لوقف العدوان والحرب، والانسحاب العسكري من القطاع لتمكين شعبنا من الرجوع الى شمال القطاع”، وضرورة ”إدخال ما لا يقل عن 400 إلى 500 شاحنة يوميا من المساعدات الغذائية والدوائية والوقود بما يضمن تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز”.
أما إسرائيل التي لم تعلن حتى الآن مشاركتها في محادثات مصر، فتطالب حماس بتقديم لائحة بأسماء الرهائن المئة والثلاثين الذين ما زالوا محتجزين في غزة وتعتقد أن أكثر من ثلاثين منهم لقوا حتفهم.
وأتاحت هدنة لأسبوع في تشرين الثاني (نوفمبر)، الإفراج عن أكثر من مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس في تشرين الأول (أكتوبر)، في مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ودعت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس الأحد إلى “وقف فوري لإطلاق النار” لمدة “ستة أسابيع على الأقل” في غزة.
وقالت هاريس “نظرا إلى حجم المعاناة في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار خلال مدة الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو الأمر المطروح حاليا على طاولة المفاوضات” بين إسرائيل وحماس.
وأضافت “هذا سيتيح الإفراج عن الرهائن وإيصال كمية كبيرة من المساعدات”، داعية حماس الى قبول الاتفاق.
وتابعت هاريس “حماس تقول إنها تريد وقفا للنار. حسنا، ثمة اتفاق على الطاولة. وكما قلنا، حماس يجب أن توافق على هذا الاتفاق”.
كما وجّهت هاريس أشد انتقاد لإسرائيل يصدر حتى الآن عن مسؤول أميركي كبير، داعية حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لغزة.
وقالت “على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار”.
وأضافت أن إسرائيل “يجب أن تفتح نقاط عبور جديدة” و”ألا تفرض قيودا غير ضرورية على ايصال المساعدات”.
14 فردا من عائلة واحدة
وأفادت وكالة “فرانس برس” مساء الأحد بوقوع غارات جوية إسرائيلية عدة في مدينتَي رفح وخان يونس.
وقال شهود إن غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة مساعدات إنسانية في دير البلح بوسط القطاع.
وردًا على سؤال “فرانس برس”، قال الجيش الإسرائيلي “لم تُستهدف شاحنة مساعدات إنسانية”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة “إكس” إن طواقمه “نقلت خمسة شهداء وأربع إصابات جراء استهداف شاحنة من قبل طائرة مسيرة في منطقة القرعان جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة”.
وسقط 90 قتيلا في غضون 24 ساعة جراء قصف إسرائيلي طال مختلف أنحاء القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، منهم 14 فردا من عائلة أبو عنزة في رفح.
وأكد شحدة أبو عنزة ابن شقيق صاحب المنزل الذي استهدفته الغارة “كلهم مدنيون، لا يوجد أي عسكري”.
وأوضح “عند الساعة 11,30 فجأة صاروخ فجّر الدار كلها، كلهم أطفال ورضّع”.
إلى ذلك، أعلنت الوزارة الأحد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 30410 غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والأطفال منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بأكثر من 1160 شخصا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة “فرانس برس” يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، احتُجز 250 شخصاً رهائن، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل أحد جنوده في غزة، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء العمليات البرية في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 246.
ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص ظروفا إنسانية كارثية، خصوصا مع تراجع تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرية، في ما تعزوه منظمات الإغاثة الى القيود الإسرائيلية.
المصدر :وكالات