منبر العراق الحر :
فِي غِيابكَ ..
ما زلتُ أُقشِّرُ شَوارعَ المَدينةِ
أُسافرُ مَعَ مَلامحكَ لَأكسرَ جِبالَ المَلَل
أُفهرسُ مَا فَاتَنا
أُؤَرشفُ الوَقتَ
أُرسلُ الرَّسائلَ بلا عنِوَان
في غِيابك
ما زلتُ أَتدَلى
خَلفَ جَيشٍ مِنَ المَواعِيد لُأخفِي تَجاعيدَ الضَّياع
أَتَدفَأُ بمَوقدِ الصُّدفَة
أُثرثِرُ معَ فنجَانِي
الذي أَنجَبت خُطوطَهُ
آلافَ جَوازاتِ السَّفرِ إِليكَ
فِي غيابكَ..
ما زلتُ أراكَ
فِي كوبِ ماءٍ رَشفتَ مِنهُ
فِي عُلبةِ سَجائرِكَ
فِي بَعثرةِ أوراقِكَ
فِي فراشاتِ الدَّهشة
وَمَزاميزِ الأحزَان
أَراكَ في تَغريدِ بُلبلٍ
في الصَّوتِ الفَيروزِي
القَادمِ مِن غَربِ الفَرَح
أَراكَ بالدَّفترِ والقَصِيدة
فِي غِيابكَ ..
ما زلتُ ملفوفةً بالأَسئلةِ
التي لا تَعرفُ الجَواب
ما زَالَ دَمِي شَديدَ الغَليانِ
ما زَالَ صَوتِي يَتَساقطُ بفِعلِ الصُّراخ
وَلَكِن بَوقارِ اِمرَأةٍ
أُطرِّز الصَّبرَ ..
أُخدِّرُ المَواعيدَ
وَكثَافةُ غِيابكَ -حَتى الآَن –
لَمْ تُورِثنِي ثَقافةَ المَحو
الصورة من صفحة أحد الأصدقاء .