أحلام يقظة… قصة قصيرة …كنانة ونوس – سورية

منبر العراق الحر :
هكذا اتّفقنا … أن نقضي عطلتنا بصحراء الرّبع الخالي .. ثلاثة من أصدقائه ، وثلاث من صديقاتي ، وانطلقنا .. أدهشتني بحيرة الرّمال المتحرّكة الصّغيرة وقليلة العمق ، تأمّلتُها غير مصدّقةٍ هذا الّلهو الرّبّاني بالطّبيعة ، وخطر لخاطري خاطر خبيثٌ لعينٌ امرأة ، رميْتُ بنفسي داخلها وأخذتُ أتصنّع الغرق وأصيح : ( النّجدة .. أنق..ذوني .. إنّي أغرق ) ، صراخ الفتيات يعمّ الفلاء ، تدافع الشّباب لإنقاذي كلٌّ بحجم طاقته ، يقذفون أنفسهم الواحد تلو الآخر .. هو .. لم يكترث .. بقي وحيداً ، منفرداً يلهي نفسه بتصميم خيمته ، ركبني الغيظ ، وأخذت نفسي تقول : ( لابدّ انّ هذا المخبول لم يفهم ) ، الشّباب يقتربون منّي وأنا أحاول جاهدة أن أبتعد ، ( ليس هذا ما أردته ) ، صوت عقلي قال ( لانّه فهم الّلعبة لم يقترب ) ،صوت قلبي قال ( هو ليس مخبولاً) ، الشّباب سيصلون إلي ولم أفقد أملي بعد .. كان لا يزال على حاله .. نصف ابتسامة زيّنت وجهه الجميل ولعلّها ظهرت وهو يتذكّر عطلتنا الماضية الّتي أمضيناها في غابات الأمازون حين جرحت نفسي واتّهمْتُ أسنان السّنجاب وقتها ورفضْتُ كلّ محاولات التّطبيب الّتي قدمها لي الأصدقاء ولم أقبل إلّا قبلته الّتي اعلنت شفاءها فوراً .. لحظات ويصل الشّباب .. وياروح مابعدك روح .. أمسك عنادي بيدي وأحاول قدر عشقي الابتعاد( ليس هذا ماأردتُه ياشباب تراجعوا قبل أن أختنق بصدق )..صوت صفيره ينطلق فجأة مشيراً لأصدقائه بالتّراجع : ( عودوا .. أنا المطلوب أيّها الحمقى ) .. ويبدأ .. بخلع ثيابه ..

اترك رد