لا وقت لي للموت….نسرين حسن

منبر العراق الحر :
خمسةُ أصابع تكفيني
لأحلمَ جيداً…
غيومٌ كرزيةٌ تطيرُ داخلي
لأرتبَ الكتبَ على رفوفِ الخشبِ العتيقِ كالدّجاج
لأبحثَ عن الكلمات في شيءٍ مظلم
في شواهدِ القبور والموتى
في طريقِ الأقحوان يعبرُ بأقدامي إلى المدنِ
في خسائرِ الحروب التي لا يقدّرها رياضيٌّ
في معرضِ اللوحات ..
الضوءُ يطنُّ على الجدران
البعضُ يشمّرُ عن أكمامهِ
البعضُ الآخر.. نهرٌ أخضرَ فوق كتفيه
الجميعُ ثملٌ وأكثر ألفةً من شتيمة
الهامٌ وضباب ٌ يختفي عمقَ المطر
خمسةُ أصابع تكفيني
لأرنَ جرسَ الصباح
وأطلقَ من يدي حريّةً بلونِ السّماء
تشبهُ بندقيةَ الصّياد
تبدو الكتابةَ شهيةً كالفريسة
النهارُ جامدٌ وللموتِ أجنحةٌ ضخمةٌ سوداء
التاريخُ بين الحيواناتِ البريةِ
ولاشيءَ هناكَ كي ننوحَ عليه
باستثناء
سقراط الحقيقة التي شربت السمَّ
الحقيقةُ التي أصبحت ضوءاً نادراً
الحشودُ عمياءٌ تدخلُ في أبديةِ الطغاة
كونٌ جديدٌ اسمهُ (الفخّ)
الشاعرُ الذي ينجحُ بوصفِ خفاش الليل
الزورقُ المنزلقُ بالماء
خزانةُ الكتبِ تفوحُ بالسلطةِ
الأصابعُ كثيرةُ الاختامِ والسّفرِ
القهوةُ التي تنبجسُ منها الفطورُ السّامةِ
الشاعرُ الغني حطبٌ خامدٌ في العاصفة
الغبارُ للفارسِ في القصيدة
عمقُ النصِّ.. طينٌ لامعٌ بالحلزون
وعلى الشاعرِِ أن يقفَ كالألفِ الطويلةِ في الغابة
كحرشفةٍ من حراشفِ الحوريات
أن يقفَ كساحرٍ
وأن يتركَ ملابسهُ تطيرُ
حماماً أبيضَ إلى الشمسِ
أن يمتدَ في الفضاءِ كنقطة ٍ زرقاء
لانهايةَ لها
خمسةُ أصابع تكفيني
لأستيقظَ كل الليل
لاوقتَ لي للموت….
بقلم: #نسرين_حسن 🇸🇾 سورية

اترك رد