‏”أقذر رجل في العالم” وقصة تمتّعه بصحة قوية؟

منبر العراق الحر :

قصة لا تصدق بطلها “عمو حجي”، الذي حصل على لقب ‏أقذر رجل في العالم، تكشفت تفاصيلها بعد رحيله عن 94 ‏عاماً، قضى أكثر من 65 عاماً منها دون استحمام، مستمتعاً ‏بتدخين غليونه المليء بروث الحيوانات، في الوقت الذي ‏كشفت دراسات طبية سر تمتعه بصحة قوية رغم كل ذلك.‏
ومن المفارقات الطريفة في حياة “عمو حجي” الذي يعود لبلدة ‏ديجة بمحافظة فارس الإيرانية، أنه بعد كل هذه الأعوام ‏الطويلة وعندما أقنعه الأهالي بضرورة الاستحمام استجاب لهم ‏لمرة واحدة، لكنه فارق الحياة بعدها.‏
‏”القذارة” أسلوب حياة
اعتاد “عمو حجي” العيش في منطقة نائية من القرية في كوخ ‏مفتوح من الطوب، على نظام غذائي يتكون من النيص ‏المتعفن، ثم اكتسب عادة تدخين روث الحيوانات، وشرب ‏الماء من علبة زيت صدئة.‏
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، فإن أسلوب حياة الرجل غريب ‏الأطوار جاء كنتيجة لانتكاسة عاطفية في شبابه، ثم أصبح ‏يكره الاغتسال والطعام الطازج والشراب، خوفاً من أن يصيبه ‏بالمرض أو يجلب له الحظ السيئ، على حد اعتقاده، والغريب ‏أنه عندما أخذه السكان إلى الحمام للاغتسال مرض ومات، ‏وذلك قبل حوالي عامين.‏
الغريب أيضاً أن الرجل، الذي أطلق عليه “عمو حجي»” ‏كلقب إنساني لكبر سنه، والذي عاش حياة غير عادية وفريدة ‏من نوعها بمفرده، حظي قبل وفاته وحتى الآن بالتبجيل من ‏قبل أقرانه وسكان القرية، الذين بنوا له كوخاً صغيراً يأويه. ‏كما اعتاد ارتداء خوذة حرب قديمة في الشتاء.‏
وتردّد أن الرجل كان يحرق أطراف شعره بالنار حتى لا ‏يطول أكثر من اللازم، كما كان جلده مغطى بالسخام والقيح ‏بسبب رفضه الاستحمام. وقضى وقته في التدخين بشراهة، ‏لدرجة أنه كان يشعل أربع سيغارات معا في المرة الواحدة، ‏فضلاً عن تدخين فضلات الحيوانات من غليون قديم.‏
صحة قوية ‏
وعلى الرغم من عدم الاغتسال وأكل اللحوم الفاسدة وشرب ‏المياه القذرة، فإن صحته ظلت قوية حتى قبل وقت قصير من ‏وفاته في عام 2022.‏
وفي وقت سابق من ذلك العام، ورد أن فريقاً من الأطباء – ‏بقيادة غلام رضا مولوي، الأستاذ في كلية طهران للصحة ‏العامة – أجرى سلسلة من الاختبارات على حجي، بما في ذلك ‏اختبارات العدوى مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب ‏الكبد.‏
واندهش مولوي عندما اكتشف أن حاجي لم يكن يعاني أي ‏بكتيريا أو طفيليات باستثناء طفيل يأتي من تناول اللحوم النيئة ‏ويسبب عدوى شائعة. لكن بالنسبة له لم يكن يعاني أي ‏أعراض.‏
وخلصت طبيبة إلى أن حجي كان قادراً على البقاء بصحة ‏جيدة لسنوات عديدة لأنه طور نظاماً مناعياً قوياً بعد عقود من ‏العيش في ظروف قاسية للغاية. ونتيجة لذلك، قالت إنه ‏‏”يندمج” مع “المناظر الطبيعية القاحلة في جنوب إيران”، ‏وعندما يجلس ساكناً، يشبه الصخرة”، بحسب صحيفة “ديلي ‏ميل”.‏
كذلك، هو لم يكن يعاني أرق الحياة الحديثة، “فسقفه السماء ‏المرصعة بالنجوم، وكوخه الصغير مجاني دون القلق بشأن ‏الرهن العقاري الشهري، ووسادته ولحافه هما الأرض ‏الناعمة.. إنه يقضي أياماً دون القلق بشأن فواتير الغاز ‏والكهرباء المتأخرة، لأن أنفاسه ستقوم بمهمة تدفئة ملجئه ‏خلال الليالي الباردة”.‏
وعلى الرغم من قلق الكثيرين على الرجل، إلا أنه قال ذات ‏مرة إن محاولات الاهتمام به جعلته حزيناً، وفي إحدى المرات ‏حاولت مجموعة من الشباب دفعه للاستحمام بالقوة، لكنه تمكن ‏من الفرار. وعلى الرغم من تردده، تمكن السكان أخيراً من ‏إقناعه بالاستحمام بعد ورود تقارير تفيد بأنه كان وحيداً وأن ‏عدم الاغتسال جعل من الصعب عليه تكوين صداقات والعثور ‏على رفيقة. وبعد بضعة أشهر، توفي عن عمر ناهز 94 ‏عاماً.‏
الرقم القياسي ‏
هناك خلاف حول من يحمل الرقم القياسي العالمي لأطول ‏فترة دون الاستحمام، وكان كايلاش سينغ، وهو هندي يبلغ من ‏العمر 67 عاماً، من بين حاملي الرقم القياسي السابق لأطول ‏فترة، حيث لم يستحم منذ 39 عاماً. ولكن بعد مرور أكثر من ‏‏60 عاماً دون الاستحمام، فإن حجي كان سيسجل الرقم ‏القياسي بسهولة.‏

اترك رد