مازالَ عالقاً في المنتصف….#شَذا ملحم

منبر العراق الحر :
أمسى يتوسَّدُ الماضي
يغتالُ حاضرَهُ،
يقتاتُ على مستقبلٍ سخيّ …
لم يكُن بيدهِ القرار
عندَ تناظرِ وجودهِ وعدمهِ،
وَحينَ غيّرَ إطارَ اللّوحةِ المُغبرَّة
وثبّتَ رأسهُ في الزّوايا فاستطال
واستغاثَ لأنّهُ لم يقدّر الأبعاد!
تباكى رياءً،
فتملَّحَت عذوبةُ كبريائهِ
وانهزمَ صمودهُ الإسفنجيّ
بسرعةِ ضررٍ سبّبتهُ بقعةُ زيتٍ على قماشٍ حديثِ الاقتناء..
غرقَ أثناءَ محاولةِ مقاومةِ تيّار لا مفرَّ من جريانه،
راحَ يتخبّطُ في المسافةِ كسمكةٍ في حوض،
طازجةٌ شهيّةٌ
وأشهى مابها ..سذاجتُها وهي تتخبّط كي تُؤكَل ..
مازالَ عالقاً في المنتصف،
يخافُ أن ينظرَ للأسفل
فتميلَ لوحتهُ…
يخافُ جمهرةً
في معرضِ الحياة…
يخافُ من إثمٍ قبلَ الارتكاب،
خطوتانِ بينَ الجنّةِ والنّار
وهوَ على الحَلْبةِ
يُطقطق
وتعدُّ الحياةُ له تنازليّاً..
ثلاثة: أخذَ مسافةَ أمان وَنوى
أنَّهُ لن يؤمن
كي لا يسلِ التّوبة…
اثنان: عزاؤهُ الوحيد أنّهُ حياديّ مجرَّد من المبادئ
وكلٌ يرى بعينهِ لوناً..
وأيُّ عينٍ تلحظ من لا بصيرةَ له؟
هل سيسقط؟
كما أسقطَ بيضَ كعكةِ عيدِ ميلاده السّادس
وكما سقطَ عندَ كسرِ فتحةِ فعلٍ ماضٍ؟
اثنان ونصف: حملقَ في انعكاسهِ على اللّوحة،
رفعَ حاجبيه كي يتركَ تجاعيدهُ تستلقي حكمةً مغريةً في سلّةِ الوعي..
والّتي لم يعطِ لها تعريفاً ولا لقباً ولا انتماءً
واحِد: عبّأَ نفسهُ من جديد،
في بندقيّةِ أفكارهِ
راحَ يقتلُ وجوده اللّامرئيّ…
وحلّقَ مُلحِداً.

الكاتبة شذا ملحم // سورية

اترك رد