أما آنَ الأوانُ لأن نُغَنّي؟ عبدالعال مأمون

منبر العراق الحر:
اقترن صبرُ العراقيين على فشل وفضائح فساد السياسيين وزعماء الأحزاب والطوائف والمكونات بصبرٍ آخر تحمّلوه على مدى أكثر من عشرين عاما مرّت خاوية من أية علامة فرح أو بشارة تفاؤل ، بل جاءت ممتلئة بكل أصناف الخيبة والتدليس والاحتيال واستغفال العقول والمتاجرة بمقدسات وثوابت الدين والطائفة والمذهب والخطوط الحمر٠
فسكوت الصابرين على ما كان يصنعه فرسان الفشل جلب لهم تهمة الولاء الأعمى والتبعية الغبية٠٠ وتحمّلهم لسرقات الأحزاب وزعمائها البواسل عرَّضهم لشتيمة الجُبن والخنوع ومجاراة الباطل٠
لكنهم حين بدأوا بارسال اشارات الاستنكار والادانة السَلِسَة لأفعال الفاسدين والمفسدين والفاشلين اتهموا بالخروج على الاجماع الوطني والتمرّد على وصايا المرجعية الرشيدة٠
ويوم تأكدوا أنّ المرجعية هي الأخرى غير راضية عن ممارسات السياسيين فاقتنصوا الفرصة ونزلوا الى الشوارع للتظاهر السلمي تسابق زعماء أحزاب الجهاد والنضال والكيانات الحاكمة ومعهم النفعيون والمنافقون والمرتزقة الانتهازيون لتصنيفهم أما ابناء سفارات او اولاد رفيقات ، أو فوضويين مأجورين ، الى أن تسللت بين جموعهم (تواثي) أوغاد المختار لتعيد الى الذاكرة مشاهد (بعران) حسني مبارك ضد متظاهري ساحة رابعة في مصر العروبة٠
لكن الفساد تضخم ، والفشل تناسلت خسائره ، والضحك على ذقون الفقراء ظلَّ هو الثابت الوحيد في منهج الأحزاب القابضة على مقاليد الحكم سنية وشيعية وكردية ، دينية ومدنية وعلمانية وكأن الشعب تظاهر ضد وجوده وحقوقه المشروعة حتى في بدائيتها وتواضعها ، الأمر الذي دفع بالملايين الى البحث عن أساليب أخرى أكثر قدرة على ايصال صوتها بعد أن وجدت أن مرجعية النجف التي أوصلت هؤلاء المشرعنين للحرمنة الى كراسي السلطة قد أعلنت أنّ صوتها قد (بُحَّ) من دون جدوى ، فتحركت الجموع باتجاه محمية صُنّاع القرار ثم انتقلت الى التظاهر أمام مقرّات الأحزاب الحاكمة لتتعرض الى اتهامات وشتائم وأوصاف ونعوت تصلح لتأسيس قاموس جديد يمكن طباعته تحت مسمّى قاموس الشتائم لحماية الغنائم ، ويصلح للتداول في جميع الدول التي يحكمها سياسيون شيطانيون في أساليب قتل الأزمة الصغيرة بأزمة أكبر منها٠
ساسة لا يتردَّدون عن اتهام شركائهم حين يختلفون معهم بالتآمر ودعم الارهاب والعمالة للصهيونية والتعاون مع الموساد والماسونية ، لكنهم لا يخجلون من التراجع السريع واسقاط كل هذه التهم عن خصوم الأمس ثم التوسل بهم ونخوتهم بلا مبادئ ولا قيَم للتعاطف معهم وتوقيع وثيقة شرف جديدة تعینهم على استعادة هيبة دولة خربانة وحصانة دستور لاستيك يقال انه ضامن للعدالة ولاستحقاقات المواطنة في دولة رَسَمَ ملامحَها المُحتل أبو گلب الطيب الحنون ، ابن بيوت النخوة والغيرة الذي أنقذ العراق من الدكتاتورية ليغني على ما تبقى منه:
:: (معلگه وتزهين يالبرتقاله) !!

اترك رد