منبر العراق الحر :
عكس شعور المرضى الذين يعانون من ضغط الدم العالي، وبالضد من النظرة المجحفة للأرض البور المالحة، فان للملح علاقة بالمقدس مقترنا بالطهارة والنقاء والصفاء، وبالميثولوجيا القديمة في درء الأرواح الشريرة.
يقول السيد المسيح في إنجيل متى “أنتم ملح الأرض ولكن إذا فسد الملح فبماذا يملح، لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس”، في اشارة يسوعية ان ملح الأرض تعني الانسان الحقيقي الذي يعطي لحياة البشر مذاقتها.
وأرتبط الملح بتاريخ القوة والنفوذ والحضارات القديمة لا سيما إن في تاريخ الأمبراطوريات كان الجنود الرومان يتقاضون رواتبهم على شكل حفنات من الملح ، ومن هنا جاء أصل الكلمة salary أي الراتب ، وقد تحولت كلمة sal اللاتينية إلى الكلمة الفرنسية solde التي أشتقت منها كلمة soldier أي الجندي.
وفي الإنكليزية واللغات المشتقة اللاتينية يعود أصل مصطلح جندي soldier إلى كلمة الملح ، ومن هنا افترض، واذا اختلفنا في الافتراض قد يفسد او لايفسد في الود قضية، إن القوات البريطانية في العراق قد أطلقت تسمية “ولد الملحة” على أهل الجنوب دلالة على قوتهم ورباطة جأشهم وشجاعتهم وأرتباطا بين الملح وتاريخ القوة، واقول ذلك بناء على شعوري وحسي الاحتفالي بمجتمع ولدت فيه واعيش فيه، مجتمع له ايجابياته وماثره وسلبياته واعرافه وسيل من ثقافته ثقافته المتناقضة..
وابن الملحة مصطلح انساني واخلاقي وجغرافي يشير الى مدن الملح في الاصياف القائضة ، ويقابله أبن الترف والنعومة والدعة، والمليحة والمملوح هن صفات جمالية وملامحه جميلة، ونقيض المترف الأنيق الذي يوصف احيانا كنكنة باردة، اي متكلفة ولاحرارة فيها..
والاملح أو الملحاء لها خصوصية أبن الجنوب في الوصف فهو لون البشرة القريب على اللون الأسمر ، وهو لون من خالط بياضه سماره فانتج أصحاب البشرة الملحاء.
والملحاء وصف للكادحة الأصيلة، من تكدح الى ربها كدحا، وتسعى الى الله في عملها وجهدها..
وأولاد الملحة هم ملح الأرض ودونهم تفسد هذه الأرض. ..
