مَن يقتلُ مَن؟ ..حيدر غراس

منبر العراق الحر :

١
قبل أن يخطَّ الفجرُ خطاهُ على سبُّورةِ البياضِ قالتْ:
من يخلِّصُ هذا الموغلُ في دمي، من نارِ الحرفِ الأبديَّةِ
يُعتِقُهُ أبقَ دفاتري،
شهبةَ أساوري
يرتقُ ضحكةً غادرتني في ترهاتِ المدنِ المنسيَّةِ
من يسرقُ من عينيهِ
دفقَ اللَّهفةِ
صبابةَ أقواسي القزحيَّةِ
قالتْ_
وكانتْ بسبايتِها لقرصِ الشمسِ تشيرُ
والنجمُ القطبيُّ يرمي آخرَ نردٍ له على طاولةِ الليلِ الضَّريرِ
وعداً أفرشُ له ظفائري سجادةَ حريرٍ
من يفكُّ قيودَ حلَقِ الأسلافِ
من يعتقُ فكَّيهِ مضغَ فاكهةِ الصفصافِ
من يقشِّرُ لبَّ القولِ، يرمي بوجههِ فلسَ الأصدافِ
عهداً أتركُ حمّالةَ نهدي
يبني عشَّهُ عليها طائرُ الرَّغباتِ..؟
قالتْ :
من يقتلُ هذا الغارسَ الشَّريدَ
عهداً كحلُ لحاظِ الكونِ أُعيدُ
أوشمُهُ بين التَّلتينِ
ألتاثُه طينَ النَّهرِ الجنوبيِّ
ساعاتُ المّدِّ الشَّفافِ..!
مازالت تقولُ:
والأمرُ عهدةٌ في فكِّ الرّاوي
من يقتلُ هذا النَّخاسَ
يحبسِ شهقاتِ الأنفاسِ
يجرجرُ أسمالَه، يوزِّعُها بين نساءِ
الحيِّ تعاويذَ وأحرازَ
…. ٢
النَّهدُ الضَّاربُ للسُّمرةِ معجونٌ بماءِ تراتيلَ الصحراءِ
يهشُّ أعينَ الوقتِ الصلفاءِ
الصلفاءُ ضحكةٌ ترتدي باروكةً بائتةً في صالونِ الإنشاءِ
امرأةٌ تأتزرُ المعنى، تؤسِّسُ أوَّلَ حلبةٍ للصَّهيلِ
تفرشُ أحضانَها أزهاراً ذابلةً
تنتحبُ ربيعاً ماتَ
تغسلُ عورةً، كرهاً ببقايا كافورِ الأمواتِ
تبحثُ عن قاتلٍ مخصيٍّ جّوابَ رملِ الفلاواتِ
يُداهنُها فحيحُ الشَّبقِ المرصوف
بين طيّاتِ الثيابِ..!
مَن تُرى مَنْ؟
يخلِّصُها من دهماءِ البوحِ، ثكلِ النَّوحِ، بكاءِ القمراتِ
يشحذُ السِّكين الناصلَ بين لحمِ المعنى ولحاءِ الكلماتِ
….
سباقٌ اعور ٌ بين حلباتِ البوحِ
من يغسلُ عارَ الذِّكرى
يدفنُ سِرَّ البوحِ
يلطِّخُ أسمالَ الشَّاعرِ بدمِ الكُحلِ المسفوحِ
هكذا قالتْ وراحتْ تعرجُ نحو
الحتفِ المذبوحِ..!
هامش
………
في تاريخِ الأشبارِ، حضنُ، يسعُ الكونُ الفضيُّ، يضيقُ بفمِهِ الإسرارُ…!
.
حيدر غراس

اترك رد