أدّى القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ280 إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وقالت وزارة في بيان مقتضب “نُقل الى المستشفيات 32 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء مع مواصلة ارتكاب الاحتلال للمجازر وجرائم الابادة في قطاع غزة”.
كما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة الجمعة العثور على نحو 40 جثة في حيي تل الهوى والصناعة في مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها صباح الجمعة.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني لوكالة “فرانس برس” إنَّه “منذ ساعات الصباح وحتى هذه اللحظة تم انتشال حوالى 40 شهيداً من حيي تل الهوى والصناعة بمدينة غزة، وهناك عشرات الشهداء لا زالوا بالطرقات وتحت الأنقاض والعمل ما زال جارٍ لانتشالهم”.
وأكد محمود بصل أن “هناك الكثير من المناشدات لكننا لا نستطيع الوصول اليها، في كل مكان في مدينة غزة. لا يوجد حصانة لنا او للطواقم الطبية او للجرحى، ولا يوجد عندنا طواقم كافية”، مضيفاً “أن الاحتلال دمر مركز صبحة الطبي شرق الشجاعية الذي يعمل على تقديم الاسعافات لنحو 60 ألف مواطن”.
وأشار إلى أن “بقاء الجثث تحت الأنقاض يسبب انتشار الأمراض”، مطالباً بتوفير آليات للحفر لاخراج الناس والجثث من تحت الأنقاض.
اغتيال نائب قائد كتيبة الشجاعية
في آخر المستجدّات، قال الجيش الإسرائيلي إنَّه “بتوجيه استخباراتي من الشاباك والجيش، قُتِل نائب قائد كتيبة الشجاعية التابعة لحماس إيمن شويدح، عبر استهدافه بطائرة مقاتلة”.
و”عمل إيمن في الماضي كمسؤول كبير في مقر عمليات حركة حماس، وشارك في توجيه هجوم7/10. وشارك خلال الحرب في القتال ضمن كتيبة الشجاعية وقام بتوجيه العديد من الهجمات ضد قواتنا”، بحسب بيان للجيش.
وتم استهدافه مع قائدة سرية في فوج الشجاعية عبادة أبو هين وهو مخضرم في الفوج وكان له دور كبير في القتال، بحسب بيان الجيش.
بالإضافة إلى ذلك، “وفي إطار عملية الفرقة 98 في منطقة الشجاعية، تم قتل أكثر من 150 عنصراً آخرين”، وفق الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية بمقتل 4 من العاملين بمؤسسات إغاثة دولية إثر قصف مستودع مساعدات في المواصي غربي خان يونس.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بـ”استشهاد 3 مواطنين بينهم رضيع على الأقل فجر اليوم الجمعة عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأضافت مصادر محلية أن عدداً من المصابين، بينهم طفلة وصفت جروحها بالخطيرة، نقلوا إلى مستشفى العودة نتيجة القصف.
وسقط قتيلان في قصف من مسيّرات إسرائيلية على حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
إلى ذلك، أشار الدفاع المدني في غزة إلى أن “العشرات من جثث الشهداء متناثرة في الأزقة وداخل المنازل بمنطقة الصناعة بعد انسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية عسكرية استمرت 7 أيام”.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة لقناة “الجزيرة” القطرية إن “جثث متناثرة في الشوارع وداخل المباني وعائلات كاملة استشهدت، وقوّات الاحتلال أشعلت النيران في معظم المباني في منطقة الصناعة”.
وأعلن أن “عدد الشهداء في منطقة تل الهوى والصناعة بلغ قرابة 60″، وقال إن “حي الشجاعة بات حيّاً منكوباً ولم يعد صالحاً للسكن، فالاحتلال دمر بشكل كلي أو بليغ 85% من منازله ومحلّاته التجارية وأسواقه والبنية التحتية، وشرّد نحو 120 الف مواطن منه”.
وأحصى مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ”حماس”، “أكثر من 70 غارة جوية استهدفت منازل مدنيين ومنشآت صحية وتجارية، في تل الهوى والصبرة والرمال بمدينة غزة (في الشمال) ومنطقة المغراقة ومخيم النصيرات (في الوسط) وخان يونس ورفح (في الجنوب)”.
وقال المصدر نفسه إن ما زالت “الدبّابات تسيطر على منطقة تل الهوا والصبرة ومحيط مشفى أصدقاء المريض وبالقرب من مفترق السرايا بحي الرمال وسط قصف مدفعي ومن المسيِّرات”.
في السياق، لفت بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن “تعليمات لسكان مدينة غزة قد صدرت بالانتقال جنوباً، وهي مناطق مكتظة، وتفتقر إلى الخدمات الأساسية، وتشهد أعمالاً عدائية. فلا مكان في غزة آمن، هذا هو الواقع المرير. وقد أصبح النضال من أجل البقاء على قيد الحياة فحسب يسلب الناس كرامتهم”.
وأضاف البيان: “نكرّر تأكيدنا بشكل عاجل على ضرورة احترام أطراف النزاع للقانون، ويشمل ذلك بذل قصارى جهدهم لتجنيب المدنيين آثار الأعمال العدائية، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من مساعدة الناس بشكل آمن وفعال. يهدف القانون الدولي الإنساني إلى حفظ الكرامة الإنسانية، حتى عندما تصل الحروب ذروتها”.
وكر الجيش الإسرائيلي أنّه يواصل عمليّاته في رفح، حيث قال إنه قتل عدداً من المقاتلين “في قتال متلاحم وضربات جوية” وفكّك بنى تحتية تابعة للفصائل الفلسطينية.
وفي الوسط، أشار الجيش إلى أنّه قتل أيضاً أعداداً من المقاتلين ودمّر ورشة قال إنّها تستخدم لإنتاج الأسلحة وعثر على مبالغ مالية.
إطلاق صواريخ
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي: “رصدنا الليلة الماضية صواريخ انطلقت من منطقة بيت حانون وسقطت في مناطق مفتوحة بدون وقوع إصابات”.
وأعلن أن طائرته استهدفت مواقع أطلقت منها القذائف.
واليوم، أعلنت “سرايا القدس”- الجناح العسكري لـ”حركة الجهاد الإسلامي”- أننا “قصفنا تجمعات العدو في محيط موقع كرم أبو سالم العسكري شرق مدينة رفح بقذائف الهاون وصواريخ 107”.
وقالت: “استهدفنا جنود العدو الصهيوني المتمركزين عند بوابة معبر رفح ومحيطها بوابل من قذائف الهاون”، مضيفةً: “قصفنا بوابل من قذائف الهاون تجمعات لجنود وآليات العدو على طول خط الإمداد في محور نتساريم”.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) بعد هجوم ” حماس ” الذي أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لـ” فرانس برس ” يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزّة، بينهم 42 لقوا مصرعهم، حسب الجيش الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38345 شخصاً على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب معطيات وزارة الصحّة في حكومة ” حماس “.