الخطبة التموزية للرد على أكاذيب -بيبي- أمام جوقة الكونغرسيين القره قوزية ! أحمد الحاج

منبر العراق الحر :
خطاب مفترض قد بيَّتُ النية لكتابته،وعقدت العزم على توجيهه الى أعضاء الكونغرس بعد خيبة أمل الشعوب العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها وقد فجعت بانبطاح أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الامريكي أمام رئيس وزراء الكيان اللقيط ومسارعتهم لخطب وده فيما ربت بعضهم كتفه وانكب معظمهم على مصافحته علانية – وربما تقبيل يده ومسح حذائه سرا – للحصول على بركاته، أقول فيه :
أيها السيدات والسادة من أصحاب الكوكتيل الجنسي أو السادة،أعضاء المجلس التشريعي الثنائي للحكومة الفدرالية الامريكية المعروف بـ الكونغرس الأمريكي بمجلسيه”الشيوخ والنواب” والحديث موصول الى الحاكم الفعلي والحقيقي لبلاد العم سام،وأعني به لجنة الشؤون العامة الأمريكية -الاسرائيلية المعروفة اختصارا بـ”أيباك”والموصوفة عربيا بـ”بيت الخراب وعش الغراب”اسمحوا لي في هذه العجالة أن أرد على كلمة أو بالأحرى على الخطاب الاستعراضي لرئيس وزراء دويلة الاحتلال الصهيوني البغيض”النتن جدا ياهو”الشهير بـ”بيبي” كما يطلق أصدقاؤه وأتباعه المعروفون بـ”البيبيست”عليه،ودعوني أستهل خطبتي ،كلمتي ،رسالتي سموها ما شئتم فالعبرة بالمضامين لا بالعناوين ، وبالمسميات لا بالأسماء وأبدأ بمثل عربي شهير هو (قطعت جهيزة قول كل خطيب) وللمثل قصة ذات مغزى خلاصتها أن خلافا نشب بين قبيلتين بعد مقتل أحد أفراد القبيلة الأولى على يد شخص من القبيلة الثانية فأرسل كل طرف ممثلين عنه لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع وحل النزاع بالدية المسلمة الى أهل القتيل أملا بالتنازل عن الحق الشرعي وعدم الثأر إلا أنه وقبيل توصل الطرفين الى اتفاق نهائي من شأنه نزع فتيل الأزمة وإذا بامرأة تدعى – جهيزة – تدخل نائحة مولولة وهي تقول” لقد ظفر أهل القتيل بالقاتل فقتلوه !”هنا صاح أحد الحكماء ( قطعت جهيزة قول كل خطيب ) فعودوا الى دياركم وليمض كل واحد منكم في حال سبيله ليذهب قوله مثلا بين الناس يضرب لكل من يأتي بخبر أو بمعلومة أو بموقف في الوقت بدل الضائع ليضع حدا لكل ما سوى ذلك، وهذا هو عين ما فعله خطاب “بيبي” المليء بالأكاذيب الصارخة ،والادعاءات الفارغة ليجهز استقبال أعضاء الكونغرس الحافل فضلا على تصفيقهم الحار وبما يعادل 81 مرة خلال 52 دقيقة وبمعدل مرة واحدة كل 40 ثانية زيادة على وقوف وجلوس النواب -كطلاب المدارس- أكثر من 58 مرة تفاعلا مع الخطاب المسرحي علاوة على التصفيق الترحيبي الحار ولمدة 3.15 دقيقة قبل بدء الخطاب قد أنهى كل أمل كان يعقده بعض العرب المراهنين على صحوة ضمائر أعضاء الكونغرس الميتة ولاسيما بعد الحصار الغاشم والجرائم النكراء المرتكبة بحق الفلسطينيين العزل وعلى مدار لا أقول 10 أشهر وإنما 76 عاما متتالية أملا بأن يدينوا ويشجبوا جرائم الكيان اللقيط ويتوقفوا عن دعمه وتأييده وتمويله وتسليحه ولو وقتيا،ولو جزئيا، ولو مرحليا ليأتي تصفيق النواب وحسن وفادتهم وكرم ضيافتهم لنتنياهو فينهي كل أمل كان معقودا لتعديل “ذيل الكلب الأعوج،وتغيير مزاج الفيل الأهوج، والحد من عناد ونهيق الحمار الأزعج”إنه فتق كبير بحق لن يرتقه وقفات احتجاجية خجولة أمام مبنى الكابيتول جوبهت برذاذ الفلل وهي ترفع لافتات كتب عليها” نتنياهو مجرم حرب مطلوب للعدالة”، ولا انسحاب 90 نائبا معظمهم من الديمقراطيين ومقاطعتهم لخطاب بيبي يتقدمهم نانسي بيلوسي ،وكمالا هاريس،لأنه ومن وجهة نظري الشخصية مجرد انسحاب تكتيكي -انتخابي- غايته كسب ود الجالية العربية والاسلامية لدعم كمالا هاريس ، في الانتخابات الرئاسية المقبلة ،لتضاف أصواتهم الى أصوات اللاتينيين وأصحاب البشرة السمراء المؤيدين لهاريس على حساب ترامب بحسب آخر استطلاعات الرأي من باب “مكره أخوك لا بطل ” ولكون هاريس “أخف الضررين” من وجهة نظرهم، فأن تفوز امرأة سمراء لأول مرة بتاريخ امريكا يؤيدها النسويون تنتمي الى أصول تاميلية – هندية من جهة الأم ، ومن أصول جامايكية من جهة الأب وكلاهما مهاجر الى الولايات المتحدة بداية ستينيات القرن الماضي،فهذا ولاشك أفضل بكثير من فوز تاجرعقارات،وسمسار حلبات،ومتحرش عاهرات -متعصب أبيض- يحيط به اليمينيون والمتطرفون والعنصريون البيض إحاطة السوار بالمعصم ولأربع سنين عجاف مقبلة !

بيبي يكذب وأصحاب الفيل وأتباع الحمار يصفقون !

ذات يوم حذر السيد المسيح عليه السلام أتباعه من خطر الدجالين والكذبة ممن يأتونَ الناس بثياب الحملان وهم في حقيقتهم ذئاب خاطفة، وعندما سأله أتباعه ” وكيف يتسنى لنا معرفتهم ؟ ” قال “من ثمارهم تعرفونهم، هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا؟” ولعل هذا حرفيا ما حدث مع أعضاء الكونغرس بعد موقفهم المخزي المثير للجدل ووقفوهم الى جانب الظالم ضد المظلوم .
حقا وصدقا لقد صُعقَ العالم بأسره فيما تغير المناخ الدولي وتكهرب المزاج الشعبوي العام بفعل حرارة التصفيق – الكونغرسي – الذي صم الآذان وهز الأركان خلال استماع الجلسة المشتركة (شيوخ + نواب) لأكبر سفاح ولأخطر مجرم حرب في التاريخ الحديث وكأنهم لم يروا أو يسمعوا عن جرائم الاحتلال الذي يقوده الموما إليه يوما قط ،الأمر الذي إن دل على شيء فإنما يدل على أن أصحاب الفيل وأتباع الحمار إما أنهم قد تسافلوا وانحطوا الى درك مخيف جدا من الجهل المعرفي، والخرف الادراكي ، والغباء العقلي،والبغاء الاخلاقي، وإما أنهم قد تورطوا كليا وانخرطوا فعليا بكل ما يقترفه هذا الاحتلال البغيض من جرائم نكراء على مدار الساعة ولا تفسير ثالث لكل ما جرى هناك البتة !
كما صُعق العالم أيضا بحجم التحدي الصارخ لقرار المحكمة الجنائية الدولية التي طالبت في وقت سابق بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه لارتكابهما جرائم حرب ضد الانسانية،وإذا بالنتنياهو يحل ضيفا عزيزا ومن الدرجة الأولى على الولايات المتحدة من دون أن يرف له جفن أو تُمس له شعرة،وكأنك بهذا الواقع الدولي المأساوي اللامسؤول وغير العادل يردد أبياتا من رائعة محمود درويش، بعنوان “اللامبالي” يقول فيها :
ولكن في اللامبالاة فلسفة
إنها صفة من صفات الأمل!
وألفت عناية الجميع الى ثلاث نقاط مهمة جدا، الأولى تتمثل بهروب النتن ياهو الى الأمام وذلك من خلال الاستمرار بالحرب ورفض كل محاولات التهدئة وجميع اتفاقات وقف إطلاق النار وصفقات تبادل الاسرى والرهائن مع محاولة توسيع الجبهة لتشمل جنوب لبنان، وشمال اليمن، والجزء الجنوبي الغربي من سوريا ، وجنوب ووسط العراق أيضا ، كل ذلك بهدف تأخير أو تأجيل أو إلغاء الأوامر القضائية الصادرة بحقه في أروقة المحاكم الاسرائيلية ذاتها ولاسيما في القضايا رقم 1000 ، ورقم 2000 ، ورقم 4000 وكلها تدور حول تهم فساد واحتيال ورشوة وخيانة الامانة !
أما ثانيهما فيعود الى تاريخ 27 حزيران من عام 1976، ففي ذلك اليوم أقدمت مجموعة فلسطينية بمعية عدد من المناضلين اليساريين الأممين الألمان على اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، قبل أن يتوجهوا بها الى مطار عنتيبي في أوغندا ، ليطلقوا سراح جميع الركاب من غير الاسرائيليين والابقاء على البقية الباقية بهدف عقد صفقة تبادل أسرى مع الكيان اللقيط – وبما يشبه الى حد بعيد ما يحدث حاليا في قضية الرهائن الاسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة – فأرسلت هيئة الاركان الاسرائيلية يومها قوة خاصة لتحرير بقية الرهائن في علمية عسكرية أطلقوا عليها اسم ” عملية جوناثان” قتل خلالها آمر القوة وهو الشقيق الاكبر لنتياهو، الكولونيل جوناثان نتنياهو، زيادة على احراق القوات الخاصة الاسرائيلية لـ 11 طائرة أوغندية مقاتلة روسية الصنع من طراز ميغ 17 كانت جاثمة على أرض المطار وذلك في سياق واقعة شهيرة أسفرت عن عقد نفسية عميقة وعن جرح غائر لـ بيبي وسببت له حساسية شديدة تجاه أية قضية لاحتجاز الرهائن و تحريرهم، وبما أقره بيبي شخصيا في مذكراته التي صدرت بعنوان “بيبي: قصة حياتي” وهو كتاب سيرة ذاتية في 600 صفحة .
وأما ثالثها فهي البيئة الثقافية والعائلية التي نشأ فيها وترعرع بكنفها نتنياهو، فجده لأبيه كان حاخاما صهيونيا، أما والده فهو مؤرخ متخصص بتاريخ اليهود – السفارديم – في شبه جزيرة إيبيريا” اسبانيا والبرتغال وجبل طارق” كما أن والده هو السكرتير الشخصي للمنظر الصهيوني الشهير”زئيف فلاديمير جابوتنسكي” والأخير هو مؤسس “حركة بيتار”المتطرفة،وحزب الصهيونية التصحيحية المطالبة بإنشاء دولة يهودية تمتد من النيل الى الفرات مع رفض خطة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود والسعي بدلا من ذلك للتوسع الجيو سياسي وضم فلسطين كلها مع التمدد إلى الأردن وسوريا كذلك ، ولطالما تباهى نتنياهو بأنه تلميذ نجيب من تلامذة مدرسة “زئيف فلاديمير جابوتنسكي” الصهيونية المتطرفة ومن السائرين على منهجه وعلى خطاه !

العصارة في صراع البرابرة والحضارة !
من جملة الأمور التي خلط خلالها نتنياهو الأوراق وقلب بمقتضاها عالي الحقائق سافلها هي وصفه للصراع الحالي في فلسطين على أنه ليس صِدام حضارات بقدر ما هو صراع بين البرابرة”ويقصد بهم العرب والمسلمين”، وبين الحضارة ويعني بها”الكيان اللقيط وداعميه في المنشط والمكره وفي صدارتهم أم – الشر – ريكا”وبما أضحكني كثيرا وبالأخص بعد تصفيق أعضاء الكونغرس واعجابهم بهذا التوصيف المجانب للصواب كليا وبما جعلني أمزق بيجاما أو منامة – أورزدي باك – القديمة والتي ما أزال أحتفظ بقطعة منها في خزانتي من شدة الضحك المناظر للبكاء، لأطلق العنان لذاكرتي الحبلى مقارنا بين حصارين غاشمين ، حصار سابق فرضته اميركا على العراق لـ 13 عاما بين 1990 – 2003 تسبب بوفاة مئات الألوف ومعظمهم من المدنيين العزل، وبين حصار لاحق يفرضه الكيان على غزة لـ 17 عاما ومنذ العام 2006 ، صحيح أن الحصار تكتيك عسكري قديم قِدَمَ التاريخ ، الا أن أميركا وصنيعتها “اسرائيل ” هما أبطال اللعبة بامتياز ، وهما صناع محتوى النسخة الحديثة للمقاطعات الاقتصادية، وفرض الحصارات البحرية والجوية والبرية ، واشاعة سياسة الإفقار، والاقراض الربوي المسيس الخانق، والتجويع اللا انساني المارق ، بهدف التركيع والتخنيع والتطبيع ومن دون منازع ، وفيما تكشف التقارير الإخبارية المتلاحقة عن قتل الآلاف من سكان قطاع غزة المحاصر ومعظمهم من النساء والشيوخ والأطفال ، اضافة الى نزوح مئات الالوف منهم ، و تدمير الاف المنازل والمدارس والمراكز الإغاثية والصحية والخدمية ومعظم البنية التحتية زيادة على عشرات المساجد والجمعيات والجامعات مشفوعة بقطع الماء والدواء والغذاء والكهرباء عن كامل القطاع بالتزامن مع وصول أطنان من الاسلحة والذخائر الامريكية المحرمة لصالح الكيان الصهيوني ، فعن أية حضارة وبربرية تتحدثون ولها تصفقون ؟!
أما عن أكاذيب بيبي بشأن قطع رؤوس الأسرى واغتصاب النساء في أحداث السابع من اكتوبر بعيد اقتحام حفل نوفا الموسيقي، فدعوني أحيلكم الى ما كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست من ، أن “لا بايدن ولا أي مسؤول رأى صورا، أو تأكد من صحة تقارير بشأن قطع رؤوس أطفال اسرائيليين وأن تصريحات الرئيس بايدن بشأن الفظائع المزعومة استندت إلى مزاعم متحدث باسم نتنياهو ، وتقارير إعلامية إسرائيلية” .
ودعوني أذكركم بالترجمة الكارثية الخاطئة لنص القرار(242) الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1967 بشأن الصراع العربي – الإسرائيلي والتي تعد من أفظع الاخطاء ، ومن أبشع الخطايا في عالم الترجمة حين رفعت (أل ) التعريف الواردة في النسخة الفرنسية وتنص على (وجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة) لتتحول العبارة الى (وجوب الانسحاب من أراضٍ عربية محتلة) وهو النص الذي اعتمدته دولتكم اضافة الى ربيبتها المدللة “دويلة الاحتلال” ولن أطلق عليها ما أطلقته هي على نفسها “اسرائيل ” لأن “إسر- إيل” وتعني عبد الله ،هي الصفة الرائعة التي أطلقت وتليق بنبي الله يعقوب أو جاكوب عليه السلام وبما لاينطبق وبأي حال من الاحوال على دويلة الكيان المسخ ، ليسفر تنكير القرار بدلا من تعريفه عن تجاهل معظم الأراضي المحتلة كسيناء والجولان والضفة الغربية وغزة واكتفى بجزء يسير منها فحسب ، والنتيجة الكارثية هي مقتل عشرات الالوف من المدنيين في مجازر لا أول لها ولا آخر طالت البشر والشجر والحجر وبما تمت أرشفته من خلال عشرات الافلام الوثائقية والاف المقاطع والصور والتي تتسابق منصة فيس بوك وانستغرام اضافة الى اليوتيوب وتويتر على حظرها وحذفها تباعا مشفوعة بإغلاق الحسابات التي تتولى نشرها تباعا فكفاكم نفاقا ، ولله در القائل في المنافق وذي الوجهين :
ملَكَ النفاقُ طباعَه فتَثَعْلَبا …وأبى السماحةَ لؤمُهُ فاستكلبا
فترى غروراً ظاهراً من تحته …نَكدٌ فَقُبِّح شاهداً ومُغيَّبا
وحسبي أن أشحن ذاكرة نظامكم المنحاز الكسلان ،وحماركم الديمقراطي التعبان، وفيلكم الجمهوري الشيطان بمذبحة” كفر قاسم” في الـ 29 من اكتوبر عام ١٩٥٦، والتي سبقتها مذبحة دير ياسين في 9 /نيسان / 1948 وقد انتهت بنحر ما بين 250 و300 فلسطيني مثلت العصابات الصهيوني بجثثهم ، مرورا بـ”مذبحة الطنطورة “في آيار / 1948 وقد انتهت بإعدام 200 فلسطيني رميا بالرصاص على يد جنود الكتيبة (33) من لواء إسكندروني ،كذلك مذبحة “بحر البقر” في نيسان / 1970 حين اغارت المقاتلات الصهيونية وقصفت بالصواريخ “مدرسة بحر البقر الابتدائية”،بمحافظة الشرقية في مصر لتقتل 20 تلميذا من طلاب المدرسة وتصيب العشرات من زملائهم بجروح مختلفة ، وهذا ما حدث بمجزرة قانا الاولى في 18 نيسان / 1996 حين قصف الطيران الصهيوني مقرا تابعا لقوات اليونيفيل في قرية قانا جنوبي لبنان وأدى إلى استشهاد وإصابة ما يقرب من 250 شخصا من المدنيين معظمهم من النساء والشيوخ والاطفال ،كذلك مجزرة قانا الثانية في تموز 2006 أثناء العدوان الصهيوني على لبنان،وقد سقط من جرائها ما يقرب من 55 شخصا جلهم من النساء والأطفال ، كذلك الحال مع مجزرة جنين للفترة بين 1 -11 نيسان /2002 والتي انتهت بـ 500 شهيد بحسب السلطة الفلسطينية ، وقبلها مذبحة اللد ” في تموز 1948 على يد العصابات الصهيونية بقيادة الاعور الدجال موشيه دايان، والتي انتهت بـ 426 شهيدًا ، كذلك مجزرة الدوايمة بقضاء الخليل في 29 تشرين الأول / 1948 على يد كتيبة الاجتياح رقم (89) التابع للواء الثامن والتي انتهت بقتل نحو 80 – 100 شخص وجرح العشرات ، سبق ذلك كله وبعيد صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1948 إطلاق (خطة دالت) التي شملت اجراءات قمعية لتهجير العرب بحسب كتاب (الأبواب المائة للشرق الأوسط) حيث تضمنت الخطة آنذاك وبما يشبه اليوم ارتكاب (28) مجزرة وتدمير (531) بلدة فلسطينية ما أسفر عن نزوح (800) ألف فلسطيني وفقا لـكتاب (الفلسطينيون بين النكبة ومحاولات التصفية) فعن أية حضارة وبربرية تتحدثون ولمن تصفقون يا عبيد الأيباك ويا أحفاد الماسون ؟!

تعددية وهمية ووئام لاوجود له
نتنياهو وفي محاولة منه لاستعطاف العالم وخداعه وتسويق المجتمع الاسرائيلي على أنه مجتمع تعددي متماسك ومتآلف ومتعايش سلميا فقد جلب معه ضابط اثيوبي يدعى أفيخاي لوفان، بمعية جندي مسلم من بدو النقب اسمه أشرف البخاري، اضافة الى جندي بسلاح المدرعات مصاب بإعاقات حربية اسمه آسا صوفر، كذلك ضابط برتبة عقيد معاق حرب اسمه يوناتان جوناثان ، اضافة الى أسيرة محررة اسمها نوعا ارغماني ، تحمل الجنسيتين الصينية والاسرائيلية لأن أمها صينية ، وقد ارتكب الكيان المسخ خلال عملية اطلاق سراحها مع ثلاثة من الرهائن الآخرين مجزرة كبرى بمخيم النصيرات الفلسطيني استشهد وأصيب من جرائها عشرات الفلسطينيين.
أما بشان أكذوبة التعايش فأذكر الجميع بأن المجتمع الاسرائيلي وتماما كما وصفهم القرآن الكريم :” بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ “، فهؤلاء عبارة عن شراذم جاؤوا من كل دول العالم الاولى أولهم – الأشكناز – وتعني اليهود القادمين من شرق أوروبا وثانيهم “السفارديم ” وأصلهم من يهود إسبانيا والبرتغال ممن طردوا من هناك مع المسلمين بعد سقوط الأندلس و توزعوا بين دول العالم،كذلك ” عيدوت مزراحي ” وتعني اليهود المشارقة ، وهناك تمييز عنصري هائل بين يهود الشرق والسود – يهود الفلاشا القادمين من اثيوبيا – وبين البيض من أصول اوربية علما بأن السفارديم يتحدثون لغة “اللادينو”،بينما الاشكناز يتحدثون اللغة اليديشية ، ودولة الكيان المسخ واقتصادها وسياساتها وبنوكها ومصارفها وقيادة جيوشها كلها بيد الاشكناز أما البقية فمجرد توابع وذيول من الطبقة الثالثة والرابعة !
وعلى الجميع ان يعلم بأن مصطلح الـ “جوييم ” أو الأغيار هو المصطلح الذي يطلقه الصهاينة على كل ما هو غير يهودي وهو محتقر تماما عندهم وفي كتبهم وثقافتهم وتقاليدهم وتوراتهم وتلمودهم ،فالجويييم عندهم قد خلقوا من نطف الحمير وزواجهم ببعضم باطل وأبنائهم كلهم أولاد زنا وسفاح ، يجوز الضحك عليهم وخداعهم وسرقتهم وظلمهم وقد زعموا أنه وكما جاء في “‏سفر المكابيين الثاني ” أن يعقوب – إسرائيل – سأل ربه ” لِمَ خلقت خلقًا سوى شعبك المختار‏؟‏ فقال له‏:‏ ‏”‏لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوِّثوا طاهرهم، وتهدِموا عامرهم‏” والحقد التلمودي أكبر من العد والحصر وبما لايتسع المقام لذكر ولو عشر معشاره ، فعن أية حضارة وبربرية تتحدثون ؟!

واجب العَصرِ والمِصر

لاشك أن أقل الواجب اليوم وبعد فاجعة تصفيق وتهليل ووقوف أعضاء الكونغرس الأمريكي للنتن جدا ياهو عشرات المرات، وتصديقهم ادعاءاته الزائفة وأكاذيبه الفاضحة وبعد كل ما اقترفته حكومته اليمينية المتطرفة وآلته العسكرية الغاشمة في قطاع غزة والضفة الغربية على مدار10 أشهر وبما شاهده الملايين عبر العالم من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وقد وصل عدد الشهداء في اليوم الـ 294 للعدوان الى 39175 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال،مقابل إصابة 90403 آخرين وآلاف المفقودين ،هو الآتي :
– طرد السفراء الصهاينة من كل الدول المطبعة مع الكيان ولاسيما الأردن ومصر وتركيا والامارات والبحرين والمغرب .
– إغلاق السفارات والقنصليات والملحقيات الصهيونية في دول التطبيع ونهائيا .
– إعلان الانسحاب صراحة والى الأبد من كل اتفاقات التطبيع والاستسلام التي يطلقون عليها تمويها ” اتفاقات سلام ” وما هي كذلك بالمرة ” تماما كإطلاق اسم “شارع عماد الدين “على أفجر شارع للرذيلة في مصر وأصله هو “عناد الدين” ولله در القائل فيه :
وأعظم الظـلم بعد الشـرك منزلـة …أن يظلم اسم “بمسمى”ضده جُعلا
فشارع كعماد الدين تسميته ….لكنه لفساد الدين قد جُـعـلا
– على الشعوب الشقيقة والصديقة الخروج بتظاهرات حاشدة أمام السفارات الصهيونية كذلك سفارات الدول المساندة له تنديدا بجرائم الاحتلال الغاصب مصحوبة برفع الأعلام ولبس الكوفية والوشاح الفلسطيني .
– طرد فرق الكيان المسخ من جميع المسابقات والبطولات الرياضية والفنية والثقافية وانسحاب المنافسين العرب والمسلمين منها بخلاف ذلك .
– مقاطعة كل الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع الكيان المسخ ، صناعيا ، تجاريا ، زراعيا ، تقنيا ، عسكريا ، ثقافيا ، جامعيا ، تربويا ، فنيا ، ترفيهيا ..الخ .
– على النشطاء عدم التهاون البتة في نصرة الاقصى المبارك والمقدسات والقدس وبقية المدن الفلسطينية في أرجاء العالم .
– على الإعلاميين الشروع بكتابة المقالات والأعمدة الصحفية واعداد التقارير المتلفزة وإجراء الحوارات الميدانية والتحقيقات الاستقصائية التي تفضح هذا الكيان وجرائمه والعمل على نشرها على مدار الساعة في مواقع ومنصات والقنوات الفضائية ومن غير تهاون .
– على الشعراء نظم مئات القصائد التي تحرض على الكيان وتفضح وجهه القبيح الكالح .
– على المؤلفين والكتاب ودور النشر الشروع بتأليف وطباعة ونشر كل ما من شأنه نزع القناع عن الكيان اللقيط وفضح تاريخه الأسود وذيوله واذنابه وأذرعه ومخططاته ومؤامراته .
– على المسرحيين إطلاق أو بالأحرى إحياء المسرح الجاد الذي لعب دورا كبيرا في حقبة السبعينات وبداية الثمانينات في فضح الكيان وجرائمه النكراء وكان له الدور الأبرز في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية واذكاء المشاعر .
-على المنشدين المجيدين إطلاق عشرات الأناشيد الحماسية على أن لا تكون من الصنف – الكيوت – الذي يشجع على الرقص والتميع والتزلف والتخنث بدلا من إحياء روح الرجولة والأنفة والعزة والشموخ والكرامة .
– على التشكيليين إقامة المعارض ورسم اللوحات التي تدين الكيان وتعريه كليا حتى لايفكر أحد بعد اليوم بالصلح ولا التطبيع معه .
– على المؤرخين توثيق جرائم الكيان وشحذ الذاكرة – السمكية – بكل ما أمكن حتى لا تموت تلكم الذاكرة ولا تتخدر وكي لاتسقط جرائم الكيان بالتقادم،كل ذلك بالصور والخرائط والوثائق والأدلة النقلية والعقلية الدامغة .
– على الخطاطين إطلاق مئات اللوحات التي تدين الكيان وتمجد الشعب الفلسطيني الصابر المحتسب ، وتعلي من شأن الأقصى المبارك وتفضخ محاولات الكيان وقطعان المستوطنين لهدمه وإقامة ما يسمى بهيكل سليمان المزعوم بدلا منه .
– على المجامع الفقهية ودور الإفتاء وإدارات الأوقاف كذلك الأئمة والخطباء في أرجاء المعمورة الافتاء بحرمة الصلح مع الكيان أو التطبيع معه ومواصلة التذكير بمكانة الاقصى المبارك بصفته اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
– على جميع القصاص والروائيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية تأليف كل ما من شأنه توعية الجماهير بخطر الكيان الوجودي على الأمة والإنسانية جمعاء .
– رسامو الكاريكاتير لهم دور كبير في نصرة القضية المركزية وما “شخصية حنظلة “التي أبدعها ناجي العلي منا ببعيد بهذا المضمار المبارك .
– على إدارات المدارس وعمادات المعاهد والكليات ورئاسات الجامعات الشروع بتنظيم وقفات احتجاجية في أروقة المؤسسات التي يديرونها ولو لدقائق معدودة بين الحين والآخر .
– على النقابات المهنية القيام بدور مماثل لتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات جماعية للتنديد بالكيان المسخ ومن يقف معه ويناصره ويعاضده .
– على المحامين والحقوقيين والقضاة ونقاباتهم رفع دعاوى قضائية متتالية ضد الكيان الغاصب في جميع المحافل الدولية والإقليمية والمحلية .
– على المترجمين ونقاباتهم التنديد بجرائم الكيان الغاصب بكل لغات العالم الحية ونشر ذلك كله من خلال بطاقات وكاروسيلات وملصقات و بوستات وتغريدات على كل الصفحات والمنصات الرقمية .أودعناكم أغاتي

اترك رد