منبر العراق الحر :
منذ عمرٍ ونَيف
وما زالت سفينتي تبحث
عن مرفأ يفوحُ منه
رائحةُ البر..
أعافرُ مع الماء الذي حمل
نوح وسفينته ليستقر بهما
على الجوديّ..
و لتستقر نفسي عند بلوغها
الأشدّ
نما لي ذيل وأنياب
وخياشيم
كسا جلدي الحراشف ،
تكورت “إسفنجة”
تأقلمت مع المَصَائِد ..
أبيتُ كطُحلبٍ لزجٍ
على كتفِ صخرةٍ
و أمشطُ البحور السبعة
جَيْئَةً وذهابًا
گيْ أنجو من القاع
أحلُّ وثاق روحي وأطلقُ أشرعتي للرياح
فلا بأس إذا هبَّ إعصارٌ
أو رافقتني سحابة خاوية ..
كان البحر بأول الرحلة
كريمًا معي؛
حملني حتى استقامت وجهتي..
فكم أنا مدينة له، ولكم أفرغت
في حبه قصائدي
منذ عمر و خوف وأنا أستعدُ
للإبحار بمركبي الأربعين،
دون أن تتصدع هامتي
فهل أعود للبر قبل أن
يعود الطين للطين ؟
أم هذا حلم رخو
يطفو في ذاكرة البحّارة !
#كسفينة_نوح
إيمان ماجد