ابنة أوباما لن تعيش في جلباب والدها

منبر العراق الحر :

في ظهور علنيّ نادر، أطلّت ماليا أوباما للترويج لفيلمها القصير “القلب” (Heart)، ضمن مهرجان دوفيل السينمائي الأميركي السنوي في تجربة إخراجيّة أولى لها، واستطاعت أن تخطف الأنظار.
هذه الشابة التي سلكت طريقها في عالم صناعة الأفلام، حرّكت حشرية البعض للتعرّف أكثر على هوية ماليا بعيداً عن كونها ابنة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فأتى البحث مثمراً ومثيراً للإعجاب.
ماليا من مواليد مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية. وهي الابنة الكبرى لباراك وميشيل أوباما. في عام 2009، انتقلت وشقيقتها ساشا إلى البيت الأبيض، والتحقتا بمدرسة Sidwell Friends School في العاصمة واشنطن.
في العام 2016، أخذت ماليا إجازة لمدّة عام بعد تخرّجها من المدرسة، وزارت مواقع عدّة في أميركا الجنوبية وإندونيسيا برفقة العائلة والأصدقاء. بدأت دراستها في جامعة هارفارد عام 2017 وكانت تهدف إلى تكوين هوية منفصلة عن والديها الشهيرين. فعلى الرغم من احتفاظها بمظهر هادئ أثناء وجودها في الكلية، قد تمّ الاعتراف بماليا لعملها الجامعي الاستثنائيّ، ونالت جائزة توماس تيمبل هوبس وحصلت على درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة هارفارد عام 2021.
عملت ماليا البالغة من العمر 26 عاماً بجدّ للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الحياة الطبيعية خلال سنواتها الأولى في البيت الأبيض. وعلى الرغم من أنها كانت في دائرة الضوء، فإنها شاركت في أنشطة للأطفال مثل المعسكرات الصيفية والوظائف المدرسية.
ومع مرور الوقت، عزّزت حضورها في المناسبات المهمّة والسفر برفقة والدها، حيث تعرّفت إلى شخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا والبابا بنديكتوس السادس عشر، حتى أنها عملت كمترجمة أثناء الزيارة.
أظهرت ماليا في وقت مبكر من تجربتها الجامعية أنها مهتمة بالأفلام وأكملت تدريباً داخلياً في شركات مرموقة واكتسبت الخبرة المطلوبة. ساهمت في مسلسل Girls على قناة HBO وعملت مساعدة إنتاج في مجموعة Extant قبل التحاقها بالجامعة، إضافة إلى تجربتها الوجيزة في شركة وينشتاين في عام 2017.
وفي حلول 2021، تمكّنت من حفر اسم لها في قطاع الترفيه، فبرزت ككاتبة لمسلسل “سوورم” (Swarm)، وهو مسلسل على موقع أمازون برايم فيديو من بطولة الممثل والكاتب والمنتج دونالد غلوفر. ثمّ تولّت إخراج فيلمها القصير الأول “القلب” (Heart) في عام 2023، مدته 18 دقيقة ويتناول موضوعات العزلة والحداد والمغفرة وهو من إنتاج الشركة التابعة لـ غلوفر.
تقول ماليا عن مولودها الإخراجي: “يتحدّث الفيلم عن الأشياء المفقودة والأشخاص الذين يعيشون الوحدة، إضافة إلى التسامح والندم. لكنني أعتقد أيضاً أنه يعمل بجدّ لاكتشاف أين يمكن إيجاد الحنان والقرب من تلك الأشياء”.
لاقى الفيلم استحساناً كبيراً وحصل على جائزة أفضل فيلم مباشر قصير في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لعام 2023 ومهرجان صندانس السينمائي لعام 2024.
عبّرت ماليا أخيراً عن حماسها لتجربتها الإخراجية الأولى: “أنا متحمسة للغاية، لم أقدّم شيئاً كهذا من قبل، لذا أنا مرتعبة بعض الشيء، ولكن في الغالب متحمسة فقط”.
وصلت ابنة الرئيس الأميركي الأسبق إلى موقع حفل افتتاح النسخة الـ50 من مهرجان دوفيل السينمائي الأميركي السنوي المقام الذي أقيم في دوفيل في فرنسا، خرجت من السيارة باتجاه السجادة الحمراء فدارت باتجاهها عدسات الكاميرات بعدما تألّقت بإطلالة من تصميم “فيفيان ويستوود” Vivienne Westwood. اتخذت ماليا خطوة نحو تكوين هوية بعيدة عن إرث والديها في هذا المهرجان عندما اتّخذت لقب “ماليا آن“، وهو مزيج من اسمها الأول والأوسط.
المخرجة الأميركية الواعدة حقّقت خطوة كبيرة بعدما نالت تصفيقاً معنوياً محفّزاً بوصفها صانعة أفلام تخرّجت حديثاً من جامعة هارفارد وقرّرت الدخول في مجال الترفيه من بابه العريض.
النهار العربي

اترك رد