منبر العراق الحر :
قضيت العمر في سفرٍ ..
كل محطة أترجّل فيها ..
أقول .. ستكون الأخيرة ..
أحطّ الرحال ..
أتنهد بعمق أجل هنا سنكون في أمان ..
لكن حتى الأمان يقهقه ساخراً ..
خارطة الطريق بلا عنوان ولا أسماء ..
لاأحد هنا ..
أسماء على منصة جوازات السفر ..
لامأوى ..
لالباس يستر منا عُري الأطفال ..
لاستارة تحمينا من أعين الغرباء ..
اعتقلوا منا الأسماء والشهادات ..
الهوية هي فقط رقم مقعدٍ في بطاقة سفر ..
غارق في النزيف قلبي كما قدماي ..
كلاهما مهاجر بلا نهاية ..
لامحطات تستقبلنا ولامرافئ لتضيء فيها المنارات ..
التعب يسافر في حقائب مستهلكة ..
تئن بوجع الذكريات والوصايا ..
وصور تنادي أصحابها في كل مكان ..
والكثير من المفاتيح بلا أبواب ولاأقفال ..
هذا باب أهلي وهذا أيضاً ..
هذا باب بيتي ..
وهذا لك ..
هذا للوطن ..
المفاتيح كذبة كبيرة ..
نحن بلا جدران ..
نسكن محطات الرحيل في طوابير ..
نودع .. نستقبل ..
نجهش بالبكاء ..
نعانق .. نصرخ .. نلّوح ..
نكفكف الدمع ..
كالروبوت نمارس أدوارنا بإتقان ..
توقفنا عن الإحساس ..
ربما عن الحب ..
وبقي المقعد فارغ ..
لم لاتأتي ل لقاء أو وداع ..
لافرق ..
لمرة أخيرة نحتضن ذاتنا ..
نأخذ قيلولة من رحيلٍ بلا جدوى ..
ك حبيبين نودع الفراق ..
ومعاً لو في الوهم ..
سويّاً نغادر ..
-د.ريم-