منبر العراق الحر :
يا رجلُ
أحببتُك
في كلِّ الفصولِ.
من قال إنَّ الْخريفَ
يبكي الرِّياحَ
و إنَّ الذُّبولَ توغّلَ
في ثَغْرِ الْفَناءِ
هيَ أوراقٌ هشَّةٌ
تساقطتْ من وَتينِ
السَّماءِ
مُعلِنةً ولادةَ فجرٍ
غنّاءَ
من قالَ
إنَّ في الْاِقْتِرابِ
اغترابٌ و عناءٌ ؟
وضعتُ رأسي
على صدْرِكَ
وأنا كُلّي حاءٌ و باءٌ
دَسَسْتُ كلَّ قَصائدي
وحَرائِقي في جيوبِ
الزَّمَنِ
وامْتَطيْتُ أعاصيرَ
الِّرياحِ باشْتِهاءٍ
كي تَعْصِفَ بما تَبَقّى
مِنّي و مِنْ عَهْدِنا
الْباقي
لقاءٌ على شرفات
الْمآقي
يَتيمةٌ هيَ دَمْعتي
حَفَرَتْ أُخْدوداً
و سواقي
من قال
إنَّ الْغَيماتِ بِكْرٌ
عَذْراءُ
لم يَغْتَصِبْها رَذاذُ
الْأَمْطارٍ و الْعواصفِ
الْهَوْجاءِ
و أنتَ يا رجلُ!
واقفٌ على باب
الْاِنْتظارِ
من قال
ِإنَّ الْحُبَّ أَقْدارُ
رَصاصَةِ في الصَّدْرِ
مُصوَّبةٌ نحو خَلجاتِ
النَّهارِ
اِرْتِعاشَةُ ذِكرى
في زوايا الْفَراغِ
حيثُ أنتَ
تُجالِسُ الشُّرودَ
تُشاكِسُ شظايا
مِرآتِكَ الْمَكْسورَةِ
يا رَجُلُ
اخْفِضْ ذِراعَيْكَ
على خاصِرَة الْاٍشْتِياقِ
سَأُعَلِّمُكَ الْجُنونَ
بِكُلِّ سُبُلِهِ اللَّذيذَةِ
سَأَجْعَلُ مِنَ الْمُسْتَحيلِ
مٌمْكِناً
سَأُرَوِّضُ هذا الْوِجْدِ
الْأَمْرَدِ
سَتَدورُ خَلْفَ ظِلّي
و أنْتَ تَبْحثُ عنْكَ
لنْ تجدَ سِوى
أطْلالِ امْرَأَةٍ
منْ زمنٍ غَابِرٍ
حنان الفرون/ بلجيكا
من ديواني: شظايا أنثى