منبر العراق الحر :التزمي الصمت ..
كيف يلتزم الوجع حد السكون ويهدأ ؟!..
في أعماقه غابات من حناجر تهذي معه ..
اعقدي هدنة مع صوت الصراخ ..
توقفي عن الاحتجاج ..
الفوضى والضجيج حولك يحرك المياه الراكدة ..
سيلاحقوك للمرة العاشرة بعد الألف ..
يهدرون عمرك ويريقون الدماء على حدود اللسان الثائر ..
جيد وماذا بعد ..
لاشئ ..
ستحاصرك الأشباح والأفكار بغرفة ذات جدران كئيبة ..
يُهيّأ لك أن الجدران تسير إليك ..
السقف يهبط رويداً .. رويداً ..
مابداخلي يصرخ مجدداً ..
غير معني بالتهديد والوعيد ..
أريد ورقة و قلم ..
يقرأون لي واجباتي ويضعون لي خطوطهم الحمراء ..
وأنا أستذكر حقوقي المهدورة وأتلوها ..
أوثق على مدى ثواني العمر ..
كل الكوارث التي جعلتني أنتفض كطائر الفينيق ..
نعم .. أتذكر لاأحد ينسى وجعه ..
لكن لابد هناك طقوس جديدة للاستيعاب والاستمرار ..
التزمي الصمت ..
حقاً .. لماذا ؟!..
أنا أحب صوتي ..
تعجبني قائمة الاتهامات الموجهة لي ..
فيها الكثير الكثير من الكوميديا الساخرة السوداء ..
ترى الجميع حولك يتساقط ..
قتلوك .. ثم فرّوا هاربين ..
اختفوا ..
لم يلتفتوا خلفهم حتى إن كان هناك من جثث تتنفس ..
الهواء يئنّ مع نحيب الذكريات ..
خلعت الروح عنها غبار المقابر ..
ردمت التراب فوق العمر والدمع والقهر ..
بقي الصوت وحده مقهقهاً يهزّ سكون العتم ..
ياللهول بقي حراً يحلّق ..
سيصادف امرأة جديدة خرساء ويسكنها ..
يُحييها من غفلتها البلهاء ..
تتكلم الجراح والذاكرة ..
ويشهق القلب بدهشة ..
انا أعرف هذا الصوت ..
يسكن أعماق الحروف يجعلها على الحناجر تثور ..
عذراااً ..
حتى لو توقف الكارهون عن الإنصات ..
مسامات جلدهم ستتشرب نبرات الصوت ..
أرتدي أجمل أثوابي المهملة ..
أتعطر .. وأزين شعري الجميل بوردة ..
أتناسى عفونة القبو الرطب وصدأ قضبان الترهيب ..
والثرثرات التي تجدل حبل مشنقة حول الجيد ..
كالعادة .. بكل اللامبالاة ..
شئ مني لابد أن يغتسل بالموسيقى والصخب والجنون ..
ف أنا وكل مابي ..
كلنا كلنا حقاً ..
أبداً أبداً لاننوي التزام الصمت ..
نحن اللذين أصابنا مسّ من هذيان القتال بدون توقف ..
مسكونون رغم الموت بالربيع وإرادة الحياة ..
نحن ..
لانعرف إلا أن نزرع الأزهار ..
نرويها من غمائمنا المشبعة بالعطر ..
ونتابع بلا ملل الغناء لها من جديد ..
لتحيا … ونحيا .. من جديد
_د.ريم_
منبر العراق الحر منبر العراق الحر