منبر العراق الحر :
الموتُ
ليسَ رحلةً شاقَّةً
إنما هو نومٌ عميقٌ
بلا كوابيسَ!
الموتُ
شقَّةٌ تطلُّ على الكورنيشِ
ربما تقابلُ فيها كلَّ المشهورين
المأجورين والعائدين من حفلةِ الاعترافِ
وقد تساقطتْ أطرافُهم
وبليتْ ألسنتُهم
لم آخذْ حياتي على محملِ الجدِّ
كنتُ أصنعُ منها ثياباً مضحكةً
وأبقى أنا -المهرَّجَ–
خارجَ السيركِ
أنامُ معانقاً أحلامي
وبيدي كتابٌ يشبهُ الكوماسوترا
لن يسرقَه أحدٌ!
أنتَ تزورُ حديقةَ النَّجاةِ
تقطفُ وردةَ حسابِكَ، وتبتسمُ
لم يعدْ هناك أحدٌ
يهدِّدُكَ بالجحيمِ
ستتحدَّثُ مع أصدقائِك القدامى
وتدعوهم إلى احتساءِ
نخبِ قُدومِك
بإمكانِك الآنَ
أن تنظِّمَ مظاهرةً سِلميَّةً ضدَّ الطغيانِ
وتلقيَ خطاباً بصوتٍ جهوريّ:
“آمنتُ بكم ،أيها الكادحون، سنتخلَّصُ يوماً
من الجبناءِ والسفلةِ”
لن يعتقلَك مخبرٌ أو مأجورٌ
هناك كلماتٌ معلَّقةٌ
بين الأرضِ والسماءِ
مزهوَّةٌ بالحرِّيَّةِ
ستحاربُ الفقر،
وتطالبُ بخبزِ البروليتاريا
الموتُ ليسَ زهرةً سامَّةً
إنَّما هو كأسٌ من العصيرِ
مع قليلٍ من الفودكا،
تحتسيه على مهلٍ
سأحتسي كأسي،
وأرقصُ في الهواءِ
ستستمعُ إلى سيمفونية لبيتهوفن
ستلقي قصائدَكَ المحرَّمةَ
دون أن يقاطعَك أحدٌ
تدخِّنُ، تشربُ،
ترقصُ مع الحورِ العينِ
دون أن يلعنَك بشرٌ أو ملاكٌ
ترتدي ثوبًا قديماً أو مستعملاً
لا يحتاجُ إلى كيٍّ أو أزرارٍ
ولا إلى ياقةٍ منشَّاةٍ
تغسلُه، وتنشرُه على حبلِ الفردوسِ
وتبتسمُ للخلاصِ الأخيرِ.
هند زيتوني #
منبر العراق الحر منبر العراق الحر