منبر العراق الحر :
– إن حماية التنوع الثقافي هو الدّرع الحامي للتكتل العربي إذ لا يخفى على متمعن في شأن العالم العربي بأنه يشكل منطقة غنية ثقافيا، تتميز بتنوع ثقافي ولغوي مهم، والقمة المنعقدة اليوم لا تلتئم للدفاع عن القومية بمفهومها الضيق، إنما من أجل خلق كتلة ثقافية واقتصادية وسياحية قادرة على مواجهة سلسلة الأزمات التي تضرب العالم كله.
اعتقادي راسخ بأن للثقافة أولوية كبرى في هذه القمة العربية، فالثقافة بمثابة الدرع الحامي الذي يعول عليه لكي يصمد كل تكتل سياسي أو اقتصادي أمام رياح كل طارئ وما هو غير متوقع.
فإذا كانت الأمور السياسية والأمنيات لا محالة عابرة ومتغيرة بتغير الأنظمة، فإن الثقافة تظل الحصن الذي يجمع بين شعوب هذه المنطقة.
من الحكمة أن تلتفت القمة العربية ضمن انشغالاتها إلى التنوع الثقافي الهائل الذي تزخر به بلدان المشرق والبلدان المغاربية، فتحميه وتمجده، ومن الاستراتيجية التسويقية والرؤية بعيدة المدى أن تخلق منه جسورا حقيقية لحركة الرأسمال الثقافي وتجعل من أولوياتها التخطيط لخلق سوق ثقافية كبيرة لحوالي ثلاثة مائة مليون نسمة يعيشون في هذا العالم الشاسع المتنوع الثري ثقافيا من الكتاب إلى السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى و… ولعل هذا أساسي لحفظ الذكاء الجمعي والعبقرية الفردية.
ربيعة جلطي
منبر العراق الحر منبر العراق الحر