عام على طوفان الأقصى: القرار الخطأ وحرب نحو الأخطر! فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية ومأساتها إلى الواجهة الإعلامية في العالم، بعد أن أهملتها حتى نشرات الأخبار العربية!
عملية جريئة وشجاعة أوقعت مئات القتلى والأسرى من الإسرائيليين، واسترجعت مستويات الغضب والانتقام الإسرائيلي نحو درجات أعلى من السائد!
طوفان الأقصى لم يحقق ما كان يبتغي منه المخططون والمنفذون للعملية، أي الحصول على عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح خمسة آلاف سجين فلسطيني في سجون إسرائيل، وفي حسابات الربح والخسارة في المعارك، فإن هذه العملية التي حققت خرقا للأمن والتحصين الإسرائلي سواء لمستوطناته أم مراكزه العسكرية، جاءت بنتائج وخيمة وخسائر فادحة للشعب الفلسطيني في غزة وسواها من المدن الفلسطينية، خسائر هائلة لا تعادل ما حصلت عليه حماس من كسب إعلامي، كما جاءت بآخر الهجرات لأكثر من مليون مهجر بالداخل في مخيمات بائسة، وتفتقد لمقومات الحياة بأوطأ شروطها، ناهيك عن نسف أحياء كاملة وتدمير شامل للمدن في القطاع، يضاف إلى ذلك الخسائر الأهم المتمثلة بنحو 42 ألف قتيل وأكثر من 100 ألف جريح ومعاق، وما يزيد على عشرة آلاف من المفقودين والأسرى الفلسطينيين، واغتيال عشرات القادة في حماس والجهاد داخل وخارج فلسطين وأبرزهم كان اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في إيران!
بعد مرور عام على هذا الحدث الكارثي، تعود الأسئلة تكرر نفسها عن موازين القوة للطرفين والمؤهلات التي تعطي لحماس الشروع بعملية عسكرية غير مسبوقة، ولا تعرف نهايتها وثمنها الباهظ، بل لا تستطيع إيجاد مخرج لمشروع القتل والإبادة اليومية لشعب أعزل ومحاصر دون غذاء ودواء ووقود في غزة وبقية مدن القطاع!؟
تلك الأسئلة لم تلق إجابات واقعية، واعترافات صريحة وشجاعة بخطأ حسابات حماس، ومن يقف خلفها، أو دفعها في هكذا تحديات لا تعرف نتائجها وكلفتها؟
النار والموت والخراب الذي اندلع في غزة امتدت في ذات السياق التضامني مع غزة لتبلغ لبنان، وخصوصا الضاحية الجنوبية لبيروت حاضنة حزب الله، الذي دخل حرب المساندة لغزة في اليوم الثاني لطوفان الأقصى، والآن تستكمل الضاحية الجنوبية لبيروت دفع ثمن طوفان الأقصى في تدمير مبانيها ومراكز الخدمة اللوجستية، قصف لم تشهد له تاريخ المعارك بين لبنان وإسرائيل، إعادة مركزة لتدمير غزة، بعد نحو شهر من الكوارث التي أصابت كوادر وقيادات حزب الله السياسية والعسكرية وأبرزها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي كان أقوى الشخصيات التي تؤرق القيادات ومراكز السلطة في إسرائيل ومحيطه العربي أيضاً.
اليوم، ونحن نستذكر بإنجاز مرور عام على طوفان الأقصى في جردة حساب سريعة، فإن اتساع آفاق المعركة التي استطالت حتى بلغت مشاركة إيران واليمن والعراق، العالم يحبس أنفاسه بانتظار ما يسفر عنه الرد الإسرائيلي على إيران التي ضربته ب200 صاروخ باليستي، ذلك الخوف من حرب شاملة تتسع لأطراف دولية أخرى، كما يشتد الخوف لدى شعوب الشرق الأوسط من دخول محطات المفاعلات النووية في نطاق الحرب لفرض التسوية بين طرفي الصراع الإيراني- الإسرائيلي بعد تفوق أحدهما على الآخر.
وتبقى الشعوب والحكومات والدول العربية الضحية الأولى والخاسر الأكبر في هذه الحروب، الناتجة عن تصادم استراتيجيات القوة والتمدد على حساب الدول العربية وشعوبها التي افتقدت استراتيجية الهدف وبناء القوة والدولة الوطنية الحديثة القوية، والمتحررة من ارتباطات المحاور والعقائد والأيديولوجيا.

اترك رد