مأساة ياعرب مأساة…احمد الحاج

منبر العراق الحر :

(1)

كاريكاتير البؤس العربي وصورة أبي صفية وكليب الحلم العبري !

وصلني اليوم صباحا على الماسنجر صورة وكليب ورسم كاريكاتيري معبرة جدا وأكثر من رائعة ، أما الكاريكاتير فتظهر فيه عربتان،الأولى لـ سانتا كلوز أو ” بابا نويل ” تجرها الأيائل، وهي محملة بأنواع الحلويات والهدايا قبل توزيعها بين الأطفال احتفاء برأس السنة الميلادية الجديدة 2025، يعاكسها بالاتجاه عربة خشبية متهالكة يجرها حمار هزيل وهي تحمل جثامين أفراد عائلة قضت بالقصف الصهيوني الوحشي على القطاع المحاصر وكلها ملفوفة بأكفان في طريقها الى المقبرة في وقت ارتفع فيه عدد شهداء العدوان الفاشي الغاشم منذ السابع من أكتوبر /2023 وحتى الـ 31 من ديسمبر 2024، إلى 45553 شهيدا ، و108379 جريحا زيادة على 11 ألف مفقود تحت الأنقاض،والآف المعتقلين ،وأكثر من مليون و700 ألف نازح يعيشون داخل المخيمات في ظروف غاية بالقسوة حيث تجلد ظهورهم سياط البرد القارس، وتغرق خيامهم مياه الأمطار الغزيرة بغياب الأدوية والأغذية ومياه الشرب الصالحة والنفط اللازم للطبخ كذلك الغاز، ومثلها المراكز الصحية والمستشفيات التي دمرها العدوان تباعا وأخيرها وليس آخرها مستشفى كمال عدوان !

الحقيقة وحين تبدع ريشة وأنامل رسام الكاريكاتير في لحظة إلهام وصفاء ذهني فإنها ستقدم للبشرية لوحة تعادل 1000 نشرة أخبار ،و100 ألف بيان شجب واستنكار،و1000 قمة وندوة ومؤتمر للتفاهم الوهمي والحوار،و 1000 صفقة غايتها تضييع الوقت فيما لا نفع فيه البتة تدور حول مبادلة الأشرار بالأخيار ، و1000 تصريح هدفها تخدير العقل الجمعي المخدر أصلا بالطائفية المقيتة إمعانا بالأذى والإضرار،و1000 بطولة ومسابقة ومهرجان وكرنفال لصرف أنظار الجماهير عن إحداث المزيد والمزيد والمزيد من الخراب والدمار ..

كل هذا العصف يحدث أمام ناظريك فيما تصم صرخات المظلومين والمشردين والنازحين والجائعين وذوي المفقودين والمغيبين أذنيك وسط صمت البشرية إلا ما رحم ربك جمعاء، ثم يأتيك من يقول لك،بأن”كل الأمور على أفضل ما يرام فلا تبالغ بالتنبيه والتهويل والإنذار علاوة على قرع النواقيس تحذيرا من قادم الأخطار “ولاسيما من:

#شرق_أوسط_مسخ_جديد_سيحكم_بالحديد_والنار

#شرق_أوسط_جديد_محاط_بالخنادق_والأسوار

#شرق_أوسط_جديد_لامكان_فيه_للأخيار

#شرق_أوسط_جديد_سيحكمه_السفلة_والفجار

#شرق_أوسط_جديد_الرذيلة_فيه_مزية_والفضيلة_بكنفه_عار

#شرق_أوسط_جديد_سيُقَسِمُ_المُقَسَم_بادارة_الأشرار

وألا لعنة الله على الظالمين الظاهرين على الساحة بكل وقاحة وبجاحة، ومثلهم من المتوارين خلف الأقنعة والكواليس والأستار .

وأما الكليب الذي يحمل عنوان ” الحلم العبري” فلقد أبدع خلاله المؤثر واليوتيوبر والفنان اليمني الساخر مصطفى المومري على منوال لحن انشودة “الحلم العربي ” ولكن بكلمات معبرة بمضمون عميق للغاية وبما لخص الهوان العربي والحلم العبري برمته،وبما أغضب المتحدث العربي باسم جيش الاحتلال الصهيوني الغاصب ،الدعي افيخاي أدرعي،ليخرج علينا الأخير وهو حانق بمقطع فيديو ليقلل من شأن التأثير الهائل الذي أحدثه كليب المومري محققا ملايين المشاهدات على يوتيوب ، يقول في لكماته علاوة على كلماته على لسان ثلة من حاخامات خبثاء صهيون بملابسهم وقبعاتهم وضفائرهم الطويلة السوداء الرثة :

زنار ورا زنار هتعيش على حلمنا

وقرارنا محسوم ، أرض العرب حقنا

لا بد يا اسرائيل نجعل قادتهم دمى

تصبح جيوشهم سور تحمي الكيان حقنا

دا حلمنا ،طول عمرنا،أرض ضمنا وحدنا وحدنا

*******

أرض إسرائيل الكبرى من نهر فرات للنيل

من أرض الشام لمكة ،هذي حدود اسرائيل

والآن الفرصة قوية ناخذها شوية شوية

ناخذ مصر وسورية والأردن والسعودية

ياويل أبتكم ويل يا مسلمين مننا

كلن يجيه الدور حتى الذي يحبنا

دا حلمنا طول عمرنا أرض تضمنا وحدنا وحدنا

********

بالحرب الناعمة نصول نحتل قلوب وعقول

وإن صار الجيل مسطول نحتله عرض وطول

وبتكفير وتفريق ،حنمزقكم تمزيق

شيعي أو سني عدوك أما الصهيوني صديق

لابد يا اسرائيل نلهي الشعوب عننا

نفسد نفوس الجيل ويصير في يدنا

دا حلمنا ،طول عمرنا ،أرض تضمنا وحدنا وحدنا

********

وبأبواق إعلامية أهدافها صهيونية

تتكلم بالعربية لكن روحها عبرية

بالحرية الشخصية أو بحقوق النسوية

حنجيبك يعني نجيبك ونصيدك مية المية

ونجيكم بتنكيل قتل ودمار وعنا

نسف البشر والدور تدعسكم جيوشنا

دا حلمنا ،طول عمرنا ،أرض تضمنا وحدنا وحدنا

********

بالحرية الفكرية نتمنى المسلم يرتد

وباسم العلمانية جمدنا دين محمد

باسم التطوير نطور حفلات شباب وبنات

رقص وترفيه وتبرج ننسف كل العادات

والخوف يا اسرائيل تصحى الشعوب ضدنا

بهدى كتاب النور تلعن أبو أمنا

دا رعبنا ، طول عمرنا ، رعب يهدنا كلنا كلنا

 

وألفت عناية كل من لا يعرف على وجه الدقة ما معنى مصطلح “اسرائيل” والتي يروج بعضهم إما عمدا أو سهوا لتجميلها بأن معناها هو”عبد الله”الى أنه اسم يتألف من مقطعين (صرع – إيل) وتعني ” مصارع الرب”كما ورد في سفر التكوين الإصحاح 32 : 24- 29 بعد أن تجسد الإله لنبيه يعقوب فصرع يعقوب ربه المتجسد بهيئة بشرية ولم يفلته حتى باركه فقال له وبحسب القصة العجيبة”لا يَكونُ ٱسمُكَ يَعْقوبَ فيما بَعْد، بل إسْرائيل، لأَنَّكَ صارَعتَ اللهَ والنَّاسَ فغَلَبتَ” .

 

وأما الصورة فتظهر اعتقال كامل الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان،وفي مقدمتهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية ، وهو يسير وحيدا بردائه الأبيض وسط الركام تجاه الدبابات الصهيونية التي حاصرت المستشفى ودمرته عن بكرة أبيه، وبما عقبت عليه الخارجية الامريكية ،بالقول”على جميع الأطراف احترام خصوصية منشآت مثل المشافي،والابتعاد عن إلحاق الأذى بالمدنيين والعاملين في المجال الإغاثي”.

وأسأل الشرير – أبو وجه البلاستيك – بلينكن عن أية أطراف تتحدث وما هو سوى طرف واحد فحسب يرتكب من الجرائم والآثام على مرأى ومسمع من عالم عاهر أصم أبكم ما لم يرتكبه الرايخ الثالث ،ولا الماركسية اللينينية في قمة سطوتهم وجبروتهم أيام زمان ؟!

أما عن أبي صفية فك الله أسره ، وأسر كل مظلوم على وجه الأرض فأقول:

-هل اعتقلك الأشرار عقابا على علاجك الجرحى والمرضى بكل تفان برغم كم الكوارث والأخطار؟

– هل أسرك الفجار لأنك تطبق قَسَمَ الطب الذي أديته بكل اخلاص منذ تخرجك ليل نهار؟

– هل غيبك أحفاد التتار لأنك آليت على نفسك بمعية فريقك الطبي أن تبقى صامدا وسط مرضاك من دون أن تفكر بالهروب ولا بالفرار ؟

أين منظمة” أطباء بلا حدود” أين منظمة” صحفيون بلا قيود” أين جموع الأحرار أين الأشقاء والأبناء والجدود ؟ هل ألجمكم وعقد ألسنتكم وامتطى ظهوركم وفرق جمعكم وشتت شملكم أحفاد الخنازير والقرود ؟!

 

(2)

 

المزاح القوزوي الهابط !

علمتني الحياة بأن ثلاثة أرباع المزاح وإذا ما أمعنت النظر فيه مليا وقرأت ما بين سطوره عن كثب هو وفي حقيقته جدٌ، بل وفي غاية الجد،وتأسيسا على ما تقدم فلا تمر على عبارات من يمازحك وإن كان قريبا ومحبا وطيب القلب مرور الكرام اطلاقا فكل ما قيل بوجهك ويقال في ظهرك على سبيل المزاح والنكتة ظاهرا هو خلاصة ما يعتمل في صدر المقابل وما يختمر في ذهنه تجاهك وبما ستجده ساعة التذبذب أو الفتور أو البعد أو الخصام أو الجفاء كالسيوف المشهورة ، وكالرماح المصوبة الى صدرك وظهرك ولات حين مندم..مزاح الجماهير الرياضية العراقية والسعودية والأردنية والكويتية والعمانية والبحرينية مع بعضها بعضا خلال البطولات الخليجية والتصفيات الأسيوية بكرة القدم أنموذجا، وكل ظن الرياضيين والمشجعين الشرفاء وأصحاب النوايا الحسنة والقلوب الطيبة بأنها لا تعدو أن تكون مجرد مزحات لطيفة وخفيفة الظل من شأنها أن ترطب الأجواء وتلهب حماسة المشجعين في مدرجات الملاعب فضلا على إشعال حماسة اللاعبين فوق المستطيل الأخضر ليقدموا أفضل ما في جعبتهم، حتى جاءت مزحة “الكابتن يونس محمود”العفوية وفقا لتصريحاته التالية بشأنها على هامش بطولة خليجي 26 لتقابل بكم هائل من الملامة والعتاب والتشفي والتسقيط والرد والرد المضاد المشفوع بالسخرية من الوزن والعيار الثقيل والذي وصل الى حد تبادل القذف والاتهامات والشتائم المقذعة بين مشجعي ومعلقي وصحفيي العراق من جهة ، وبين نظرائهم من المملكة العربية السعودية من جهة أخرى جهارا نهارا ، عيانا بيانا وعلى رؤوس الأشهاد وبما صدم الجمهور الرياضي المحايد كليا وأظهر الجانبين بمظهر الخصم والعدو اللدود وليس بمظهر المنافس الرياضي الشريف والشقيق والجار العربي الحنون ،خلال البطولة بنسختها الـ 26 والتي تذيل قائمة ترتيب دورها الأول بطل خليجي 25 في البصرة ،والبركة بخطة المدرب كاساس الجهنمية العصية على الفهم والإدراك والاستيعاب !!

خلاصة النصيحة هي “احسب لما يقال بوجهك وظهرك أثناء الجد حسابا واحدا ..ولكن احسب لما يقال أثناء المزاح وفي كلا الحالتين 1000 حساب فثلاثة أرباع المزاح ليست دليلا على المحبة والود كما تبدو ظاهرا للعيان بقدر ما هي دليل على ركام المشاعر وجبال الأحاسيس والأفكار المبطنة تجاهك حاضرا، وبما يعد مؤشرا لحجم وطبيعة المواقف الصادمة التي ستطفو على السطح بالتتابع مستقبلا ، وهذا هو عين ما جرى في خليجي 26 المقامة في الكويت بين الجمهور الرياضي في كل من العراق والسعودية وهو عين الذي جرى ويجري في كل مباراة ببطولات غرب آسيا وكأس الخليج ، وتصفيات قارة آسيا، وكأس العالم التي تجمع الفريقين وما يسبقها ويتزامن معها من تجاذبات بين الجمهورين الأردني والعراقي ، وقد ظهر ذلك جليا في التصفيات المؤهلة للنسخة الـ 23 من بطولة كأس العالم 2026 والتي ستقام في كل من كندا والمكسيك والولايات المتحدة في وقت واحد بالاشتراك لتضم البطولة 48 فريقا بدلا من 32 فريقا كما هو متعارف عليه في البطولات السابقة ” .

وبقدر ما يحافظ بعض مشاهير المشجعين العراقيين ورؤساء الروابط على اتزانهم وعلى رباطة جأشهم ليشيعوا روح الأخوة والمحبة بين جماهير الفرق المتنافسة خلال المباريات وأثناء التصريحات المتلفزة يتصدرهم في ذلك المشجع علي المالكي وكنكن ومهدي، والأخير وبرغم أنه لم يكن موفقا بزيارته لفيلا الإعلامية النسوية الكويتية المثيرة للجدل فجر السعيد،إلا أنه قد وفق تمام التوفيق في زيارة قبر رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الأسبق الشيخ فهد الأحمد الصباح، وكان قد قضى نحبه في آب 1990إبان الغزو العراقي المشؤوم للكويت على بوابة قصر دسمان ،وسبق لفهد الصباح أن كرَّمَ كلا من المشجع المعروف قدوري، ورفيق دربه مهدي الكرخي في سياق مشاركات رياضية سابقة، فزيارة القبر تلك والتي لم تكن الأولى لمهدي قد حققت أصداء طيبة على نطاق واسع ، وقوبلت بمزيد من الإعجاب والارتياح والترحيب من الجانب الكويتي الذي أكبر خطوة مهدي ،وأثنى على موقفه النبيل وعدهما من نبيل رد الجميل ،ومن حسن الوفاء، وذلك على النقيض تماما من بعض المواقف المتشنجة التي ينحدر آخرون ليقعوا في شراكها مدفوعين بالعواطف المتهورة التي تغيب العقل والمنطق، ليستفزوا الشارع ولاسيما وأن قسما منها لا يخلو من نفس طائفي وتحريضي مقيت بدلا من تطييب النفوس وتأليف القلوب وجبر الخواطر وتهدئة الجماهير المتحمسة ليصب بعض مشاهير المشجعين الزيت على النيران ،والذي أتمنى ومن كل قلبي على اتحاد كرة القدم العراقي منعهم تماما من الإدلاء بأية تصريحات على وسائل الإعلام كافة،هذه التصريحات المستفزة التي مُنِعَ على إثرها العديد منهم من المشاركة وحضور معظم المنافسات الآسيوية والبطولات العربية التي تقام خارج العراق ، وقد تجاوز بعضهم في تصريحاته اللامسؤولة على الاتحادات الرياضية العربية التي سبق لها وأن استضافت بعض مبارياتنا الخارجية ، أو أسهمت برفع الحظر الدولي الظالم المفروض على ملاعبنا، وإذا كان هناك قانون يحظر المحتوى الهابط على مواقع التواصل فلا أقل من قانون مماثل يمنع “التشجيع القوزوي المثبط والمتهور الهابط “فليست الأمة العربية بحاجة الى مزيد من التناحر والتجاذب والخلاف ليظهر لنا بعض المشجعين فيحشروا منافسات ومباريات كرة القدم التي لا تتوقف على مدار العام في أتونها وبما يصدق فيها المثل الشعبي القائل ” كمَّل الغرقان..غطة”وبالعربي الفصيح” زاد الطين بلة ” فلقد بلغ السيل الزبى ،ولم يعد في قوس الصبر تجاه اللامسؤولين والمتهورين منزع .

ومعذرة للمطرب العربي كارم محمود، فأنا مضطر لتحريف مقدمة أغنيته الوطنية الشهيرة “أمجاد ياعرب أمجاد” لتصبح وبما يليق ويتوافق مع واقعنا المعاش البائس “مأساة ياعرب مأساة في بلادنا عبيد وحفاة ، مأساة ياعرب مأساة ” .أودعناكم أغاتي

 

 

اترك رد