منبر العراق الحر :
لم تنتبه النخب العربية الوطنية بكافة اطيافها السياسية والثقافية والإعلامية والفنية والدينية الى خطورة سقوط النظام الوطني السوري واحتفلت مع الامبريالية والصهيونية والأنظمة المطبعة بسقوطه….بالطبع الموضوع ليس دفاعا عن بعض ممارسات النظام إنما الهدف البحث عن الموضوعية…
لا نبالغ إذا قلنا أن دمشق كانت آخر معقل عربي واسلامي يدعم المقاومة المسلحة الاسلامية لتحرير فلسطين و نحن لسنا ضد الانتقادات إنما باغلبها كانت غير موضوعية ولم تكن تقييمها بمقاربة مع القضية الفلسطينية. الآن بعد مرور شهر تقريبا يمكن عمل جردة للنظام الوطني السوري وتفاعله مع القضية الفلسطينية …
لقد خاض النظام حروبا ضد الكيان عام 1973 1982 وعارض اتفاقيات التطبيع كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو ومعاهدة 1983 في لبنان وساعد حزب الله على تحرير الجنوب ودعمه بحرب 2006 واحتضن الفصائل الفلسطينية حتى الاسلامية ورفض طلب كولن بأول بترحيلها ووقف ضد الاحتلال في كل من العراق وليبيا وكان تلفزيون الجبوري ضد الاحتلال في كلا البلدين يبث من دمشق… ورغم أن الأسد كان لديه طوق نجاة بالتوقيع على التطبيع فلم يوقع ولكنه هرب فتبنى الجميع السردية الامبريالية بأنه هرب ونسوا إنه لم يوقع…
خلال العدوان على سوريا استعادت حماس علاقتها مع سوريا فزودتها بالسلاح ولقد اكد يحيى السنوار دعم سوريا للمقاومة بغزة بالسلاح في خطاب قبل نصف سنه من طوفان الاقصى بقوله في خطاب “إن الفضل في بناء المقاومة يعود لدعم الجمهورية الإسلامية في إيران واسناد سوريا الأسد وتطوير علاقاتنا بحزب الله”. واضاف “ان الاعتماد من بعد هؤلاء هو على قوى الدعم في الضفة وفلسطين ونقاط الحشد والارتكاز في سوريا ولبنان واليمن”. 16 نيسان 2023). ربما يجب وضع عدة خطوط تحت جملة سوريا الاسد.
بعد هذا لايزال الشك يساور أفكار النخب حول الدور السوري فهل يجب تكذيب يحيى السنوار الذي استشهد في أحضان المجاهدين أم تصديق خالد مشعل الذي يجلس بأحضان الامير تميم بالدوحة؟ لقد انتقدت حماس الدوحة هذا الخطاب واعتبرته تبعية لايران وسوريا ولكن الشهيد إسماعيل هنية التحق بجناح المقاومة بغزة ودفع الثمن باستشهاده مع أولاده واحفاده…
اذن كان يلوح بالأفق معركة طوفان الاقصى ولكننا خسرنا المعركة فاستشهد السنوار وهنية وحسن نصر الله وهرب الاسد فهل هذا إنكار لجهود قادة المقاومة أم هناك حرية لتفضيل بعضهم على بعض كما تفعل الجزيرة بين حماس وحزب الله…
إن تشابه بعض الانظمة العربية في الشمولية والفساد وقمع المعارضات يعطينا الفرصة للمقارنة وللفهم فلو فرضنا أن مصر قررت دعم المقاومة بإغلاق قناة السويس وقام بعض العرب بإيقاف طريق العار الذي يغذي الكيان الا يتقبل ذلك منهم مع ان أنظمتهم مطبعة ؟ أم أن النظام الوطني السوري السابق له خصوصية في الكراهية بخلفية فتنوية طائفية حاقدة؟
المكيال بمكيالين هو علة نخبنا بالإضافة الى الوصولية والانتهازية والنفاق وفقدان بعد النظر….