زغاريد الثقافة وتجاعيدها….عبدالعال مأمون

منبر العراق الحر :
يتلاسَن بيننا ثقافيون أمضَوا أكثرَ من عشرين عاماً وهم بُخلاء بكتابة جملة مفيدة واحدة ضد ما فعله المُحتل المجرم وحلفاؤه الأنذال في العراق٠٠ بل هم “يستَنكفون” حتى من التعليق على كتابات أصدقائهم وزملائهم التي تتصدى لما يُهَدِّد حياة العراقيين ، وتنتقد فضائح ساسة الفساد وزعماء ألأحزاب التي ضيعت الوطن وفرقَت أهلَه وفرهَدَت ما في خزائنه وكأنهم غير معنيّين بكل ما جرى طيلة السَنوات التي مضت متخمة بالخيبات والخراب وتوزيع مواسم العذاب بين مدن العراق وساكنيها٠
وبقدر ما يمثله هذا السلوك الثقافي في أحد وجوهِهِ كحق شخصي وقناعةٍ ذاتية حرَّة لا يحق لي ولا لغيري من المتقاعدين الشياب انتقادُها ، لكن قِلَّة الحياء في مواقف بعضٍ من هؤلاء إنهم لا يخافون الله ولا يستحون من عباده حين يلقون باللائمة على مگاريد بيوت الفقراء الباحثين عن قوت عوائلهم اليومي “بألف يا علي” والصابرين على الضيم والظلم فيطيلون ألسنتهم عليهم بشتائم من نوع:
– صوچ الشعب النايم٠
– اللي من إيده الله يزيده٠
– كيفما تكونوا يوَلَّ عليكم٠
هذا الرَهط من المتلونين النفعيين أقنعتهم معايير التوظيف السياسي الأثوَل بإمكانية الفوز بوظيفة مستشار في أحدى الرئاسات ومكاتبها الفضائية ، أو التحول بين صفنةٍ وسِواها الى رئيس هيئة من هيئات الغنائم ومراكز الدراسات والهَراميل ، أو الانتعاش ببشرى تعيينه وكيلاً لاحدى الوزارات ثواب أتعابه في كتابة المذكرات الجهادية والنضالية لأحد الزعماء المُمسكين بمفاتيح إدارة الدولة٠٠ ومثل هؤلاء لا نملك إلّا أن نتمنى عليهم أن يقفوا أمام المرآة ويسألوا أنفسَهم :
– أي ضمير ثقافي يتوسدونه في الليل ليناموا بين عوائلهم حالمين بوظيفة “رد جميل” الفرجة الخرساء على مصائب الوَطَن وعذابات أهله حتى لو كانت الوظيفة رئيس شعبة في كرفان سَفري “مَعگوط” بنص گراج سيارات الوزارة !!

اترك رد