أعلامُ العراق يؤبنون الداعية العراقي الكبير البروفيسور أنيس الراوي

منبر العراق الحر :…..تحقيق : أحمد الحاج جود الخير….

 *الدكتور خالد العبيدي : للفقيد الراوي برامج مشهورة لدى الجمهور العربي كبرنامج (آيات وحوار) وكان في مقدمة ضيوف برنامجي (سر الحديد) .

 *الدكتور طه الزيدي : أنيس الراوي ، داعية عمامته في صدره،كان يبكي ويُبكي في محراب جلال الله تعالى ،وماتزال محاضرته (هذا خلق الله) على أديم المسرح الوطني ماثلة في الأذهان .

 *الدكتور محمد عياش الكبيسي : كان يتمتع وإضافة لتخصصه العلمي  بقدرة عجيبة على تحريك القلوب وترسيخ معاني الإيمان، مع سمت راق من التواضع والبساطة وحب الخير.

 * الدكتور سعدي الجميلي: كان من المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكان متميزا في إيصال المادة العلمية بأسلوب سلس ومقنع ،يربط بين العلوم الإسلامية وعلوم الطبيعة .

قبل أيام تلقينا بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره خبر وفاة الداعية الكبير الدكتور أنيس مالك الراوي، في بلاد الغربة وتحديدا في مدينة ستوكهولم السويدية على إثر مرض عضال ألم به ، من دون أن يتكاسل في مجال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وباللغة العربية والانجليزية حتى بعدما اشتد عليه المرض وأقعده على الكرسي ليواصل الراوي ما أحبه وألفه طوال سني حياته فظل يدعو الى سبيل ربه حتى لحظاته الأخيرة ، وحقا إن العين على فقد مثل هذه القامة الدعوية وتلكم القيمة العلمية لتدمع ،وحقا إن القلب لفقد مثل هذه النخلة الباسقة ، والشجرة السامقة ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا استاذنا الراوي لمحزونون.

ولله در الامام السيوطي الذي لخص لنا مضمون الحديث النبوي الشريف :”إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ،وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ،أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ،أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ،أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ،أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ “.

وذلك بأبيات من شعر الحكمة الذي نفتقده حاليا قائلا :

إذا مَاتَ ابنُ آدم لَيْسَ يجرِي …عَليه مِن فِعَــــالٍ غيرُ عَشْرِ

علوم بثَّها ، ودعــاءُ نَجْلٍ …وغَرْسُ النَّخلِ،والصدقاتُ تجري

وَوِراثةُ مُصحفٍ، ورِباطُ ثَغْرٍ….وحَفْرُ البئرِ،أو إجراءُ نَهـــرِ

وبيتٌ للغريبِ بَنــاهُ يأوي …إليه، أو بِناءُ مَــــحلِّ ذِكْرِ

وإذا كان أجر نشر العلوم النقلية والعقلية ، النظرية والتطبيقية النافعة وبثها بين الناس بنية صادقة يصدق في  إنسان على سطح الكوكب الأزرق فهي وبلا شك تصدق حرفيا على الداعية الكبير أنيس الراوي،الحاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الإشعاعية في جامعة سالفورد البريطانية عام 1976 ، وله أكثر من 18 كتاباً علمياً في مجال تخصصه زيادة على عمادته لكلية البنات الفترة بين 2003 – 2006 ، وإشرافه على 49 رسالة ماجستير وأطروحة  دكتوراه ، علاوة على رئاسته لتحرير مجلة أم سلمة ، ناهيك عن بقية الفعال النبيلة ، والخصال الطيبة الأصيلة ، والأخلاق الرفيعة التي عُرِفَ بها طوال سني حياته الاجتماعية والدعوية والمهنية لتدون في صحيفة أعمال هذا العالم الفاضل وبما سيجد أثرها الطيب أمامه بإذن الله تعالى .

و ما تزال وستظل تلكم المحاضرات القيّمة الرائعة التي أتحفنا بها الراوي للفترة ما بين 1994- 2006 سواء المتلفزة منها كبرنامجه ذائع الصيت  (فقه وقلب) كذلك برنامجه الشهير بمعية الدكتور خالد العبيدي( العلم في القرآن) أسوة بمحاضراته وندواته ودروسه الوجاهية الغزيرة القيمة ، وخطبه العطرة النظرة التي كان يواظب على القائها في أمسيات جمعية الشبان وفي كثير من مساجد العراق العامرة اضافة الى كلياته ومعاهده وجامعاته العريقة، يدور معظمها حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرّة ،أقول ستظل كلها ماثلة في الأذهان، لما أحدثته من نقلات نوعية ،وعصف ذهني ، لما أثارته من نفحات إيمانية حلقت بنا عاليا الى أفق أرحب، وأخص منها بالذكر تلك المحاضرة التي سلط فيها -الراوي- الضوء على دور التلوّث البيئي والأخلاقي في انهيار الأمم وسقوط الحضارات ، و ظاهرة الظهور والانطواء.

وبما أن للرثاء والتأبين صورا متنوعة وبما حظي باهتمام كبير وعناية فائقة ماضيا وحاضرا جريا على العادة لما لهذا الطراز الأدبي الرفيع من دور في شحذ الهمم وتصبير الذات ومساعدة النفس البشرية على تخطي متلازمتي الكبت والإحباط التي قد تعتريها بعد كل عاصفة هوجاء تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم ، فمن الشعراء من رثى نفسه كمالك بن الريب المازني التميمي، ومنهم من رثى قريبه كـ تماضر بنت عمرو السّلمية المعروفة بـ” الخنساء ، ومنهم من  رثى الأمم والأوطان وأشهرهم الخرمي في رثاء بغداد سنة 197 هـ ، ورثاء ابن الروميّ للبصرة بعد ثورة الزنج سنة 255 هـ، اضافة الى رثاء أبو البقاء الرندي للأندلس عقب سقوط مملكة غرناطة عام 897 هـ ، ومن صور الرثاء أيضا الوقوف والبكاء على الأطلال ومن رواد ذلكم الأدب الشائق ،إمرؤ القيس ، النابغة الذبياني ، زهير بن ابي سلمى  وغيرهم .

ولاشك أن التأبين ويتمحور حول الثناء على الإنسان عقب موته من خلال استذكار محاسن المتوفى ، وسرد مآثره ، واستعراض سجاياه ، وتخليد ذكراه ، يعد واحدا من أهم فروع أدب الرثاء عند العرب ، ففي العراق وما إن تنامى الى علم العراقيين  خبر وفاة الداعية الدكتور أنيس الراوي،في بلاد الغربة بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والتربوي والدعوي الثر الدافق، حتى إنبرى تلامذته وأقرانه وزملاؤه ومحبوه بتأبينه على صفحاتهم ومن خلال تغريداتهم وبوستاتهم ومقالاتهم ومنصاتهم تأبينا شرعيا وأخلاقيا رفيعا يليق بسيرته العطرة ، و يتماهى مع مسيرته الغنية ، وقد اخترت جانبا منها كما وردت في التعليقات أو في صفحات ومنصات أصحابها بورك فيهم جميعا .

 

الدكتور خالد العبيدي

أضيف لكل ما ذكر بأن للفقيد الراوي برامج أخرى لعلها مشهورة لدى الجمهور العربي وليس العراقي كبرنامج (آيات وحوار) إخراج الأستاذ سلام الأمير،  من على شاشة قنوات اي ار تي ، وأقرأ ، والعالمية حيث كنا معا برفقة الأستاذ رعد الخزرجي ، والمرحوم الشيخ الدكتور عبد الغفور السامرائي .

 وهناك ندوات حوارية أخرى مع لفيف من كبار أساتذة الدعوة كالدكتور محسن عبد الحميد ، والدكتور محمد جميل الحبال ، والاستاذ علاء المدرس وغيرهم، كما كان الرواي في مقدمة ضيوف برنامجي (سر الحديد) الذي عرض على قنوات دبي ، والأمة ، والفرقان وغيرها.

أما عن اسهاماته الدعوية من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمؤلفات فالحديث يطول، وخسارته كبيرة للمجتمع الدعوي ولاسيما في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .

وباختصار فإن الرجل كان داعية صادقا مخلصا أفنى حياته في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ومضى إلى ربه وهو على ذلك فرحمات الباري جل وعلا تتنزل عليه ومغفرته و إحسانه وأفضاله وبركاته .

 الدكتور طه الزيدي

الدكتور أنيس الراوي ، داعية عمامته في صدره ، ففي منتصف تسعينيات القرن الماضي وما تلاها برزت مسألة الإعجاز العلمي، وحمل لواءها في العراق نخبة من العلماء في العلوم التطبيقية، منهم الدكتور أنيس الراوي ، والاستاذ رعد الخزرجي ، والدكتور خالد العبيدي ، والدكتور محمد جميل الحبال.

وتميز الداعية الاستاذ الدكتور أنيس الراوي رحمه الله بالجانب التربوي والعاطفي في محاضراته عن الإعجاز العلمي التي كان يطوف بها في مساجد بغداد والمحافظات الأخرى، فكان يبكي ويُبكي الحاضرين في محراب جلال الله تعالى، وكانت لنا معه محطات ومحطات ولقاءات وحوارات، لعل من أبرزها:

استضافته بمحاضرة في جامع “عباد الرحمن “في شارع فلسطين وقد صرح في أكثر من مجلس أنها كانت من أقرب المحاضرات الى نفسه واتسمت بأجواء رمضانية ايمانية مميزة، وقد تخللها هطول الغيث وامتزجت مع دموع عيون بكت تعظيما لله ومن خشيته حتى ضاق المسجد وساحاته بالحضور  .

وفي خطوة غير مسبوقة اتفقت مع أخي المهندس أحمد نور أبي حفصة البصراوي صاحب الهمم العالية على أن نقيم ملتقى كبيرا للإعجاز العلمي في وسط بغداد خارج المساجد والجمعيات الإسلامية، فوقع الاختيار على المسرح الوطني، وحصلت الموافقة على استئجاره وتم اختيار الدكتور أنيس الراوي، ليكون محاضرا فيه، وتمت كتابة عنوان المحاضرة (هذا خلق الله) على لافتة بيضاء بحجم كبير زينت مدخل المسرح الوطني ولفتت أنظار كل من يمر بقرب المسرح وكان بعض أصحاب المركبات يتوقفون مع سياراتهم ومن معهم لقراءة اللافتة فتسبب ذلك بازدحام في الشارع الرئيس أمام المسرح ومن اللافت كذلك طبيعة الجمهور الكبير غير المألوف الذي يحضر لأول مرة الى هذا المسرح بلحاهم، وبالزي الشرعي رجالا ونساء .

وبسبب تأخر أخي الدكتور عثمان سعيد العاني ، كلفت بالنيابة عنه في تقديم الدكتور أنيس الراوي، وختمت كلمات التقديم بعبارة (الدكتور أنيس الراوي داعية عمامته في قلبه وفي وسط صدره) وقد أثرت فيه هذه الكلمات، مثلما أثرت كلماته في الفريق الفني الذي لم يسمع مثل هذه العبارات على خشبة المسرح وبدأت تنهمر دموعهم مع جلالة المشهد في تعظيم الخالق العظيم.

لقد استطاع الدكتور أنيس الراوي،وبقية زملائه في استقطاب كثير من شباب الجامعات في التخصصات العلمية لاتقانهم مهارة تجديد الخطاب الإسلامي وتكامله مع الحقائق العلمية ، فترسخت الصحوة الإسلامية ومظاهر التدين والالتزام بالزي الشرعي للرجال والنساء على السواء وبناء المساجد في هذه الجامعات.

 

‏الدكتور محمد عياش الكبيسي

‏لقد فقد العراق اليوم أحد العقول المتميّزة وهو عالِم الكيمياء الإشعاعية البروفيسور أنيس الراوي -رحمه الله- والذي كان يتمتع وإضافة لتخصصه العلمي  بقدرة عجيبة على تحريك القلوب وترسيخ معاني الإيمان، مع سمت راق من التواضع والبساطة وحب الخير.

‏من المؤسف جدا أن لا يجد مثل هذه الكفاءة النادرة مأوى له في بلده، حتى اضطر للهجرة إلى السويد، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلا به.

 

 

من صفحة ياسين العاني

بعد إيفاد الراوي لمدة سنة الى فرنسا في معهد الطاقة الذرية أتقن الفرنسية وحصل على الامتياز ليتخصص بتدريس مادته في الجامعات العراقيه لمدة تقارب الـ  21 عاما نفذ خلالها أكثر من 11 مشروعا دوائيا للعراق ، كما اختير مستشارا علميا للاكاديمية العربية في الدنمارك من خلال تقديم المشورة والنصح العلمي لرئيس ونائب وعمداء أقسام الاكاديمية.

أما في الجانب الديني فهو المختص بالإعجاز العلمي في القرآن والسُنة وقد قدم مئات الحلقات والمحاضرات من خلال شاشات العديد من القنوات التلفزيونية والفضائية ، كما ألف  كتاب “في ظلال الملكوت”  في 824 صفحة وله أكثر من 50 بحثاً في علوم الإعجاز القرآني .

 

الأستاذ الدكتور سعدي الجميلي

 

قبل أيام انتقل الى عالم البرزخ العالم الكبير البروفيسور الدكتور انيس الراوي ،صاحب الأخلاق الفاضلة ،المتخصص في علم الذرة ،الذي عمل في مجال الطاقة الذرية في الثمانينات وبداية التسعينيات، ثم استاذا في جامعة بغداد،وأصبح فيما بعد من المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكانت له دراسات ومحاضرات عديدة في هذا الجانب ،يلقيها على طلبة الجامعات والكليات ،ورواد المساجد،وكان متميزا في إيصال المادة العلمية للمتلقين، بأسلوب سلس ومقنع ،يربط بين العلوم الإسلامية وعلوم الطبيعة .

في سنة ٢٠٠١ كان عندنا في الجامعة مركز الدراسات الإسلامية ( مبدأ ) وكان يرأسه الأستاذ الدكتور رسول الدوري وقتها ،فأشار الأستاذ الدكتور محمد مجيد السعيد ،رئيس الجامعة في ذلك الوقت بإنشاء شعبة الإعجاز العلمي وكانت فكرة مباركة،تم على إثرها استدعاء الأستاذ الدكتور انيس الراوي، ليترأس هذه الشعبة ،فأصبح بيني وبينه معرفة وعلاقة طيبة ، وكان معه أيضا الأستاذ الدكتور خالد العبيدي ، المتخصص بهذا الشأن ،ثم أصبح الراوي عميدا لكلية التربية للبنات في جامعة بغداد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ،ومن ثم ملحقا ثقافيا في السويد ،وبعدها تم اعفاؤه ،ولم يعد إلى العراق ،وحصل على الجنسية السويدية.

وعندما ذهبت إلى السويد سنة ٢٠١٢ حاولت أن ألتقيه واتصلت به ففرح بهذا الاتصال،إلا أن محاضرة مهمة كان بصدد القائها جنوبي السويد حالت من دون ذلك اللقاء حيث كان موعد عودتي الى العراق في ذات توقيت عودته ،ولم يحصل اللقاء بيننا ،لأسمع  بعدها بإصابته بمرض عضال ظل يعاني منه حتى توفاه الله تعالى، أسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان  .

أنيس الراوي عالم عراقي مختص في الكيمياء الإشعاعية | الموسوعة | الجزيرة نت

 من صفحة الدكتور أنيس الراوي وبقلمه

 في الدنيا لا يوجد شيء اسمه حاضر إطلاقا لأن أية لحظة أنت فيها مهما صغرت تصبح ماضٍياً ،فالحاضر سيكون  يوم القيامة وحدها عندما يقف الزمن وترى كل شيء ثابتا أمامك كالصورة الفوتوغرافية التي توهمنا على أنها  لا تتغير،(ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)، فسنرى ما عملناه أمامنا من خير ومن شر بصورة متواصلة لأنه وفي الآخرة سيتوقف الزمن لتكون حياة أبدية من دون زمن ،ولهذا ففي هذه الدنيا فإن أي عمل وأي لذة  وأي شعور  وأي حزن وأي فرح مهما كان سينتهي بلمح البصر لتكون علينا حسرات يوم القيامة إن لم نغتنمها في طاعة الله تعالى ، يا لذة ذهبت، يا حسرة بقيت.

خلايانا وذراتنا وأجزاء ذراتنا ودقائقها دون الذرية والأوتار تتبدل جميعها وتتولد  غيرها في أجزاء وفي أية لحظة ،لهذا أقول “أنا لست أنا قبل ثانية” وأنا غيري  في الثانية التي تليها ، لأن مليارات الأحداث مرت على كل ذرة في الجسد وكذلك على كل ذرة في هذا الوجود ،نحن والوجود من حولنا نعيش في ظهور وانطواء دائم  لا يتبدل إلا إذا بدلت الأرض غير الأرض والسموات.

هل في هذا الطرح فهم جديد للحظات وجودنا ؟ ،ففي لمحة بصر ترضي الله تعالى فيها  ليدخلك النعيم المقيم ، وفي لمحة البصر تعصي الله تعالى بما قد يدخلك نار الجحيم، ولا تنس فإن كل شيء يمر الآن في لمح البصر،لا شيء ثابت حتى وأنت تنظر الى الشيء الذي أمامك فهو في تغير مستمر على مستوى الذرات وأجزائها وعلى مستوى الأوتار التي تحدثت عنها الفيزياء الحديثة.

كل شيء يحاسب يوم القيامة على عدد لمحات البصر،وليس على عدد أيام وساعات أعمارنا وأعمار الكائنات.

فهل تستحق الدنيا  أن يدخل النار عاقل من أجل  لذات وآلام تمّرُ عليه في لمحات بصر؟ 

 

اترك رد