منبر العراق الحر :
عروس البحر
يافا
وتبتسمُ النوارسُ حينما
تمتدُّ في غضبٍ
يدُ البحرِ الغيورِ
مبدّدًا
آثارَ من مرّوا وكانوا عابرينْ..
يافا
وتحتضنُ الشواطئُ دمعَنا
وتحلّقُ الأشواقُ فينا
كالغمامِ
تسامرُ البدرَ الحزينَ
وتذرفُ الشوقَ الدفينْ
يافا
وترتحلُ المواعيدُ التي
من قبلِ ألفِ حكايةٍ
كانت تُعِدُّ الصّيفَ للُّقيا
فغصَّ العيشُ
نامَ الصّيفُ
لكنْ
لم يمتْ فينا الحنينْ
يافا
وتشتعلُ القصائدُ عندما
بالبحرِ تغسلُ شَعرَها
وتمسّدُ الأحلامَ فينا
تنعشُ القلبَ المُعنَّى
بالرذاذِ
وكلِّ دمعِ العاشقينْ
ها نحنُ يا حوريةَ البحرِ الجميلةَ
مثلُ طفلٍ
قد أضاعَ يدَ الطريقْ
ومضى يخبئُ في جيوبِ الغيمِ
أمنيةً
تجرجرُ ثوبَها خجلًا
وتستسقي الحضورَ
هطولَهُ
علّ المواجعَ تستكينْ
ها نحنُ مثلُ الرّملِ
نختزلُ الخطى
حتى سقطْنا من حسابِ العمرِ
كلَّ دقيقةٍ
لم نكترثْ فيها
لدمعِ البرتقالِ
وغصةٍ أعيتْ غصونَ الياسمينْ
ها نحنُ دونكِ ريشةٌ
للريحِ تمنحُ نفسَها
وتظلُ تلعنُ بؤسَها
حمقاءُ لم يزلِ الهواءُ مسافرًا
بأنينِها
يطوي المسافاتِ التي
بالأمسِ كانتْ موطنًا
لحمامةٍ
للتيهِ أسلمَ ريشَها
غدرُ اللئامِ الطامعينْ
ها نحن يا وجعَ الحكايةِ
ننثني
كيما نجرّحَ غيرَنا
أو نسفكَ الصّورَ التي
فاضت بها أرواحُنا
في كلِّ ذكرى
أشعلتْ تعبَ السنينْ
ها نحن رغم يباسنا
في اليم نلقي قلبنا
كالطفل في التابوتِ
تحمله النبوءةُ
كي تقرَّ عيوننا يوما
وتبتسمَ النوارسُ حينما
تمتد في لطف
يد البحر الرؤوم
معانقا
آثار من عادوا وكانوا لاجئين!
#أميمة_يوسف