( مَرثِيَّةٌ لآخِرِ الأولِيَاء)….( هَذِي زُلَيخَاكَ )…د . مُهَنَّد ع صَقُّور

منبر العراق الحر :

في أربَعينِ شَيخِ المُجَاهِدين .., وَأسطُورَةِ المُقَاوِمين .., مَنْ أذهَلَ وَحَيَّر وَأدهَشَ العَالَم , إلى قُدوَةِ البَقِيَّةِ البَاقِيَة مِنْ الشَّرَفِ والكَرَامَة وَالأصَالَةِ وَالعُرُوبَةِ ,إلى الرَّجُلِ الأُمَّةِ : شَهيدِ القُدسِ , سَيِّدِ الوَعدِ الصَّادِق المرحُومِ سَمَاحَةِ السَّيِّد حَسن نَصر الله , رحِمَهُ اللهُ وَأسكَنَهُ فَسيحَ جِنَانِه .

( هَذِي زُلَيخَاكَ )

 

 

المُورِقاتُ : لَهيبُ المَاءِ والحَبَبُ
 
وَالرَّاعِفاتُ : صَقيعُ النَّارِ وَالحَطَبُ
   
وَالثَّاكِلاتُ : شُمُوسٌ أنتَ مَشرِقُها
 
وَسَوفَ تَبقَى إلى أنْ تَهرَمَ الحِقَبُ
   
وَالنَّزفُ بَحرُكَ فَوقَ الطِّرسِيُونِسُهُ
 
وَالحُوتُ مَا الحُوتُ إلاَّ الهَمُّ وَالتَّعَبُ
   
وَأنتَ يَا الأنتَ هَلْ أغرَتكَ لُؤلُؤَةٌ
 
في بُعدِهَا : سَقَمُ التَّسويفِ يَصطَخِبُ
   
أمْ أنّهُ النَّصرُ لم تَبرَحْ تُراوِدُهُ
 
في سُدَّةِ العَرشِ حَيثُ المَعقِلُ الأشِبُ
   
هَذا صُواعُكَ في رَحلٍ يَفيضُ رُؤَىً
 
حُرَّاسُهُ : القَلبُ وَالشِّريَانُ وَالهُدُبُ
   
وَكُلُّ سَارِقةٍ في اللهِ يَلزَمُها
 
قَلبٌ كَقَلبيَ لمْ تَجنحْ بِهِ الرِّيَبُ
   
وَأنتَ يَا مَنْ عَلى تَرحَالِهِ انتَحَبَتْ
 
قيثَارَةُ الوَحي : لا لَحنٌ وَلا طَرَبُ
   
إمَّا أرَاكَ أرَانِي الشِّعرُ يَكتِبُنَا
 
قَصيدَةَ اللهِ تَشدُو لَحنَهَا السُّحُبُ
   
هَذِي ( زُليخَاكَ ) لَم يَبرحُ يُرَاوِدُهَا
 
عِشقٌ تَعَجَّبَ مِنْ  آيَاتِهِ العَجَبُ
   
في قَصرِ حُرقَتِها نِيرَانٌ أسئِلَةٍ
 
يَفتضُّها النَّزفُ لا الأسفَارُ لا الكُتُبُ
   
مُذْ قيلَيُوسُفُشَعَّ الكَونُ وَانسَكَبتْ
 
غَمَامَة اللهِ حَيثُ الأرضُ : تلتَهِبُ
   
وَكَم أطلَّ (حُسَينٌ ) مِنْ كَنَائِسِها
 
وَفي المَآذنِ ( رُوحُ اللهِ )  يَنتَحِبُ
   
وَنَهجُ (حَيدَرِها) المَنقُوشُ في دَمِنَا
 
إمَّا قَرَأنَا بهِ : يَسَّاقَطُ الرُّطَبُ
   
هَذِي قِيَامَتُكَ الغَرَّاءُ شَاهِدَةٌ
 
أنَّ الجِرَاحَ لِجَنَّاتِ العُلى  السَبَبُ
   
مِنْ كُلٍّ فَجٍّ أتُوهَا مُثقَلينَ جَوىً
 
كَيمَا يَحِجُّوا وَفي تَطوَافِهِم خَبَبُ
   
على نَجِيعِكَ شَادُوا (مِربَداً فَزَكَا
 
جَمرُ القَصيدِ وَجُنَّ الشَّاعِرُ الذَّرِبُ
   
***
 
يَا مَنْ أُخَاطِبُهُ هَمسَاً فَيَسمَعُني
 
حَيثُ  الفَجيعَةُ ( أُمٌّ ) وَالرَّثَاءُ ( أبُ)
   
قُلْ لي : سَأَلتُكَ هَلْ أبصَرتَ قَائِمَهُ
 
أمّ أنَّهُ السِّرُّ  خَلفَ المَاءِ يَحتَجِبُ
   
حَدِّثْ, وَحَدِّثْ عَنِ الطُّغيَانِ في زَمَنٍ
 
مَا زَالَ ( أطلَسُهُ) المُغبَرُّ  يَرتَقِبُ
   
هِيَ الرَّزايَا : بَغَايَا أثخَنَتْ وَطَنَاً
 
وَالقَائِدَانِ لَهَا  : الإرهَابُ وَالعَربُ
   
نَحنُ الأُلى  سَكنَ التَّارِيخُ أحرُفَهُم
 
مُذْ قَالَ : إقرَأ  وَأبنَاءُ الأُلى صُلِبُوا
   
مِنْ ( كَربَلاءَ ) دَواةَ الحِبرِ فَجَّرَهَا
 
نَزفٌ بِقَانِئهِ التَّاريخُ يَنكَتِبُ
   
دَعِ الأعَارِبَ لا تَأبَهْ بِشِرَّتِهِم
 
فَفِي الأعَارِبِ دَاءٌ أسمُهُ : الكَلَبُ
   
صَعَدتَ رُوحَاً إلى العَليَاءِ تَنفَحُهَا
 
مِنْ ( كَربَلاءَ ) بَيَاناً خَطَّهُ اللهَبُ
   
هُنَا الجُنُوبُ جُنَوبُ الله فَانتَظِرُوا
 
مَا خَبَّأتهُ لَهُ ( صِفِّينُ ) وَارتَقِبُوا
   
(نَصرَ الإلَهِ أمينَ الحِزبِ فَارِسَهُ )
 
يَفيضُ نُورَاً على الدُّنيَا وَيَنسَكِبُ
   
للهِ أنتَ ( أبَا الهَادِي) وَهَذَا أنَا
 
فِي أربَعينِكَ تُقصِيني فَأَقتَرِبُ
   
لَعلَّ قَلبي إذَا مَا وَمضَةٌ سَنَحَتْ
 
مِنْ نَاظِرَيكَ  تُجَافِي نَبضَهُ الكُرَبُ
   
هَذِي الكُؤوسُ  كُؤُوسُ النَّصرِ فَارتَشِفُوا
 
سُلافَ نَشوَتِهَا وَليَجهَشَ الحَبَبُ
   
أعرَاسُ ( قَانَا وَعَيتَا الشَّعبِ ) في ( صَفَدٍ)
 
هَبَّتْ تُشَارِكُهَا في نَصرِهَا ( النَّقَبُ)
   
هَذِي قَصيدَتِيَ الحَمرَاءُ مِجمَرُهَا
 
نَزفُ ( الحُسَينِ ) وَثَغرٌ  صَمتُهُ غَضَبُ
   
أهدَيتُهَا ( أُمِّيَ الحَورَاءَ ) مُحتَسِبَاً
 
مِنهَا القُبُولَ  وَحَسبِي السُّؤلُ وَالطَّلَبُ
   
(أُمِّي ) وَأعرفُهَا مُذْ صَاحَ مُنتَفِضَاً
 
هَيهَاتَ مِنَّا ( حُسَينٌ وَانجَلَتْ رِيَبُ
   
إليهَا أُنمَى إذَا مَا الغَيرُ فَاخَرَني
 
فَفي عُلاهَا  تَنَاهَى الأصلُ وَالنَّسَبُ
   
فَاعذُرْ حُرُوفي إذا مَا البَوحُ عَانَدَني
 
وَانتَابَ قَافِيَتي التَّبريحُ وَالوَصَبُ
   
وَعَانَدَتنِي  غَدَاةَ النَّعيِّ  بَاصِرَتي
 
وَجَفّ  نَبضِي وَنَزَّتْ  تِلكُمُ القُطَبُ
   
كُرْمَى لِنزفِكَ صِغتُ النَّصرَ مَلحَمَةً
 
يَزهُو بِمطلَعِها :التَّاريخُ وَالأدَبُ
   
هَا قَدْ أتيتُكَ كَفُّ اللهِ تَحمِلُني
 
وَفي الفُؤادِ  عَذارى الوَحي تَضطَرِبُ
   
قِيَامَةُ النَّزفِ  لا نَثرٌ يُحيطُ بِهَا
 
وَلا القَصّائِدُ تَجلُوهَا وَلا الخُطَبُ
   
قِيَامَةُ النَّزفِ وَحيٌ خَالِقٌ  وَفَمٌ
 
وَنَبضُ قَلبٍ  عَلى آمَالِهِ تَثِبُ
   
أتَيتُ مِنْ ( سَبأٍَ ) أُهدِيكَ فَاتِحَتي
 
عَلَيكَ (بلقيسُهَا ) تَبكِي  وَتنتَحِبُ .؟!
   
في أربَعينِكَ جِئتُ الشِّعرَ أسأَلُهُ
 
بِربِّهِ الحَرفِ أدعُوهُ وَأحتَسِبُ
   
أنْ يَصطَفيكَ سَفيراً لِلأُولى وَصَلُوا
 
مَرَافِئَ الخُلدِ حَيثُ : الفَوزُ وَالأرَبُ
   
في سُورَةِ ( الفَتحِ ) بُعضٌ مِنْ شَمَائِلِكُم
 
يَزِفُّها ( النَّصرُ) آيِاتٍ بِهَا  الغَلَبُ
   
طُوبَاكَ طُوبَاكَ أنتَ اليَومَ فِي ( عَدَنٍ)
 
يَحفُّكَ النُّورُ حَيثُ ( الخَمسَةُ الشُّهُبُ )
   
وليُّكَ اللهُ مَولى العَارِفينَ بِهِ
 
كَذَا الوَلايَةُ  : لا شَكٌّ وَلا كَذِبُ
   

 

 

 

شِعر … 

د . مُهَنَّد ع صَقُّور 

اترك رد