حكمة التريث ومسؤولية الكلمة… ناجي ألغزي

منبر العراق الحر :
ليست كل معلومة تستحق أن تُقال، وليست كل حقيقة تصلح للنشر. فهناك أوقات يجب فيها التريث، والتفكير العميق قبل أن نطلق الكلمات، لأن الصمت أحيانًا يكون أبلغ من الكلام. في عصر يتسابق فيه الكثيرون لنقل الأخبار ونشر الآراء، تصبح السرعة قيمة متقدمة، لكن الدقة والوعي يبقيان أكثر أهمية.
كثيراً ما نقف مترددين أمام ما نعرفه أو نسمعه، نتساءل: هل يستحق أن يُقال؟
هل يخدم الحقيقة أم يربكها؟
لأن الكلمة، متى خرجت، تصبح سيفاً لا يمكن استعادته، قد تصيب وقد تجرح. قد نمتنع عن الحديث لا لأننا نجهل، بل لأننا ندرك أن المعرفة مسؤولية، وأن نشرها يحتاج إلى حكمة، وضوابط تمنعها من الانزلاق نحو الإشاعة أو التهويل.
الحقيقة ليست مجرد معلومة تُقال في عجلة، بل هي بناء يحتاج إلى أساس من التحقق والتثبت. وما أكثر الأخبار التي تنتشر، لكنها تفتقر إلى الجذور الصلبة التي تمنحها المصداقية. لهذا، علينا أن نتذكر دائمًا أن الكلمة قد تكون قاتلة إذا نُطقت بلا تفكير، وقد تكون نافعة إذا خرجت في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
“مقتل الرجل بين فكيه” حكمة تذكّرنا بأن الصمت حين يكون واجباً هو فضيلة، وأن التريث ليس ضعفاً، بل قوة تعكس احترام العقل، ومسؤولية الكلمة.

اترك رد