منبر العراق الحر :
تسرج الحروف
قامة المعنى
في محراب اللغة
كما يسرج العطر
قامة الريح
في محراب الطبيعة
وأنا أقف كقامة الألف
في محراب أل التعريف
عاجز أن أعرّف
قامتكِ
وهي تسرج المعاني
وتجر خلفها العطر
مغميا عليه
والريح تقف مكتوفة الأيدي…
*
فتقٌ في قميص الريح
بكاء تلك الأم
التي غرقت مدنها في الدم الأبيض المتوسط….
*
أنا من هنا
ولست من هناك
أيتها الطوائف المصابة بفالج إنساني
أتحداك أن تلفظي اسم الوطن صحيحا
ولسانك أصابه انهدام شقيّ…
*
أنا من هنا
ولست من هناك
أيها الطغاة
الذين تبلغون فحولة الحرقص
عند أول قفزة في الفراغ
تسقطون في اللبن الرائب العالمي
وحليب أمهاتنا
لا يروب
لا يتعفّن
عالميا….
*
أنا من هنا
ولست من هناك
أيتها هالمدن القتيلة
يتكوّر طريقي كدودة الأرض
كلّما لامسه إصبع حنين
من نافذة بيتي البعيد
أرنو إلى نافذة بيتي القريب
يدٌ في النار
ويدٌ في الماء
وعصفور الحياة
ينقر حبوب الحب مع الحصى الصغيرة
ليس لقلبي أسنان
بل كعب عالي الأحزان
ورصيف حار من الذكريات…