اقبال كاظم..ذاكرة تحتفظ بوجوه القتلة. ….فلاح المشعل

منبر العراق الحر :

بذاكرة يقظة ووجدان نقي وصاخب أحياناً، تنشر الفنانة المسرحية والكاتبة إقبال كاظم، صفحات من تجربتها النضالية- الفنية وكيف قاومت الفاشست العراقي، وهي الممثلة الشابة طرية العود آنذاك، حكايات ومواقف تستدعي فيها زمناً ملتبس وتجربة سياسية ولدت معاقة، في زمن نضج الإرادة الوطنية وانطلاقها بأحلام الحرية والتقدم والبناء.
الفنانة إقبال كاظم زوجة الشاعر الكبير سعدي يوسف، ما زالت تحتفظ بتفاصيل المحنة التي عاشتها، دون أن تنسى مواقف البطولة والشجاعة لأعداد من رفاقها وأصدقائها الشجعان، الذين لم يعد يعرفهم، أو يتذكرهم في هذا الزمن الجاحد.
إقبال المرأة المناضلة، أجدها المرأة التاريخ، والمرأة المحتفظة بنقائها عن زمن اختلطت به عذوبة الذكريات والمواقف النضالية المشرفة، وتلك الوجوه المضيئة للرفاق الشيوعيين، مع ليالي الوحشة والخوف من رجال الأمن ومنظرهم الكريه.
تدون إقبال كاظم بوعي نقدي عن مقطع زمني مهم من ذاكرة الجرح العراقي 1977-1980، تلك المرحلة التي قامت بها أجهزة نظام البعث الصدامي بتصفية أرقى وأنبل، وأثقف النخب العراقية اليسارية والشيوعية وأصدقائهم في بغداد وبقية مدن العراق.
كانت حملة تصفية الحزب الشيوعي العراقي الذي استدرجته منظومة البعث الحاكم إلى ما يسمى بالجبهة الوطنية القومية التقدمية، الاسم ينطوي على محدودية الوعي السياسي، وكذلك قرار السلطة بفرض هذا الاسم الشعاراتي فقط.
سنوات الجمر والضياع والتشرد والهروب والاعتقال وسط جفاف العاطفة الوطنية للعراقيين في زمن المحن، غابت أسماء كثيرة في سجون صدام وأخرى في مقابر جماعية سرية.
تحية مجد وكبرياء لتلك الأرواح التي غابت في مسارها النضالي المشرف.
يبقى السؤال عن تفرد الفنانة الكبيرة إقبال كاظم باستيقاظ ونشر تلك الذكريات بفواجعها ومواقفها البطولية، هل تناسى الرفاق الذين عاشوا تلك المرحلة من الجحيم، أم هو فقدان ذاكرة، أم هو التحفظ في وسط سياسي يحسب كل شيء بمنظار الدين والطائفة؟
*صورة تجمعها مع رفيقها سعدي يوسف

اترك رد