سأنساكَ يوماً …ربا_أبو_طوق

منبر العراق الحر :
سأنساكَ يوماً …
و لو كانَ حبُّكَ
آخر تلويحةٍ للقطار ْ
سأنساكَ يوماً
و لو عشتُ بعدكَ
ألفَ حوارٍ و ألفَ دوارْ …
سأنساكَ حتَّى
إذا ما تبقَّى لقلبي نهار ْ
سأنسى بأنِّي ..رأيتكُ وجهاً
تغرِّد في مقلتيهِ العنادلْ
و يمشي فتمشي إليهِ السَّماءُ
شعاعاً يحابي … شعاعاً يغازل ْ
سأنسى بأنِّي وجدتُكَ لوناً
غريبَ التآخي …
مناجلَ فكرٍ
بلطفٍ تحاور ُ شكوى السَّنابلْ
طيوراً تحنُّ لأقفاصِ روضٍ
نموراً نباتيُّة الاتجاه ِ
زهوراً تقبِّل كفَّ الخريفِ
مجاديفَ نهرٍ
تمشِّط شعرَ المياهِ هدوءاً
قلاعاً تطوفُ كضوء ٍ رهيفِ
و تزرع حرَّاسها في المشاتل ْ
إلى أن وقعنا بحبٍّ عظيمٍ
فشفَّ القناعُ
و صرتَ بسيف التآخي تقاتلْ
فقلِّي بربِّكَ كيفَ تداري
بفيء الغصونِ فتيلَ القَنابل
و كيف الموسيقا
تخبِّئُ في دوزنات الصّنوبرِ
غدرَ الأفاعي و سمّ السَّلاسلْ
و كيف الحمائمُ
تشربُ من وشوشاتِ يديكَ
و فيك البسوسُ و أنتَ القبائلْ
ألست ازدحاماً
لكلِّ التناقض في الكائناتْ !
ألست احتضاراً يشلُّ دروبي
ألستَ النَّجاة ! …
سأنسى بأنِّي لجأتُ إليكَ
سأنسى بأنِّي
التقيتكَ عند تمام الشَّتاتْ
تصلِّي لأجلِ بقائي طويلاً
و ترفع نخبَ النَّوى في الصَّلاةْ
غرامي يكذِّبُ جرحي و يرجو
لعلَّ الزَّمان يصوغكَ شهماً
يخيبُ التَّمنِّي
فليسَ لروحي عصا المعجزاتْ
لماذا أحبُّكَ … بعد الرَّحيل ِ
أليسَ الرَّحيلُ شقيقَ الوفاةْ ؟!
لماذا أحبُّك …
بعد انكسار ِالمدى في المرايا
و بعد اعترافِ الأسى للخطايا
بأنَّ السَّبيلَ إليك محال ْ
لماذا أحبُّكَ …
إنّي أويتُ لشطٍّ أمينٍ
فمن سوف يفنى …؟
و من سوف يحيا …؟
إذا ما جلستُ أعدُّ الرِّمالْ
تطيرُ الجبالُ … تغورُ الجبالْ
سأنساكَ يوماً …
لأنَّ الحياةَ احتراقٌ و نورٌ
و فيها الذِّئابُ
و فيها الرِّجالْ
***
#ربا_أبو_طوق
#سأنساك_يوما
#آخر_قطرة_حب

اترك رد