منبر العراق الحر :
لست سوى شجرة
لأثمر في جيوبها
توزّعه على الطّريق
بعدما نال منها حجر ثقب صوامعها
وبعثر أحلامها الملوّنة
على الأرض
فسقطت عنها أوراق هويتها.
شجرة
سوف أظلّ رهينة الطل
مصلوبة على العراء
لا يسعني الجلوس
وللمتعبين
أهب الكراسي
كما أكون أسرّة لمنام المترفين.
شجرة
أفرش الظلّ لوحدة لفحتها السّمرة
أحمل جثامين الراحلين
بين حنايا الروح كتابوت
أصير، أحيانا، أبوابا تلجها المنافي
أو يحتضن جسدي صورا للذّكرى
كإطار
ألقي نظرة على النائمين
ثم أُغلِقُني خلفي كنافذة
أُشعل النّار فيّ كحطب
كي أطارد قطيع البرد
المتربّص بعظام النّازحين
وكثيرا ما كنت كهفا
للفارّين
من الحداثة
إلى الغابة
وللضّالين بيتا
و قوارب لمآرب النّهر…
أتشكّل كصلصال طوع مثال
وقتما أريد !
طول اليوم،
أعتمر قبّعتي الخضراء
وأنشّ ذباب الرّتابة
فتسكن عقلي المتفرّع
أفكار العصافير الهاربة
من رؤوس ذوات نوايا صفراء
رغم بياض المساعي
و يدي الممتدة.
قلبي يضجّ من يباسه
ومن إحساسه الخشبيّ
فيتنصّل
من وحل
يدفن أطرافه السفلية
ويحول بينه وبين دغدغة الشمس
لبطن أقدامه
فلا أملك من هذا الجسد الفارع
الا حفرا اقترفها الزّمن المتصابي
وسهاما،
دائما،
ترشقني بأسماء لا أعرفها
للمدعوّين بالعشّاق
الذين اتخذوني مزارا
وأنا لا أدري
ما دخل العشق
بوشمهم لجلدي؟
Elham Oraby
الهام العرابي
