منبر العراق الحر :
شهدت العلاقات المعاصرة بين مصر والعراق وخلال القرن المنصرم وهذا القرن ؛ تقلبات وتحولات كبيرة ؛ تبعًا للتحولات السياسية والإقليمية والدولية ؛ ولطالما كانت العلاقة بين مصر والعراق علاقة معقدة ومتشابكة ومتوترة ؛ تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من التفاعلات السياسية والاجتماعية السلبية , فهذه العلاقة المشؤومة في أغلب الأحيان، كانت سلبية بامتياز، حيث اتسمت بعدم التوازن في المصالح والنتائج بين الطرفين , فقد كانت المصالح المصرية هي المحرك الأساسي لهذه العلاقة ، بينما تحمل العراق والامة العراقية ، وخاصة أبناء الطائفة الشيعية، العبء الأكبر والاخطر من تبعاتها السلبية.
اذ استغل ساسة وقادة مصر العراق استغلالا بشعا , والحقوا افدح الاضرار بالعراق والامة والاغلبية العراقية , وقد تركت التدخلات المصرية في الشؤون الداخلية والخارجية العراقية ؛ آثارًا مدمرة على البلاد ؛ فقد ساهم هذا التدخل في تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وألحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد العراقي ؛ فلم تكن تلك التدخلات المصرية تصب في صالح العراق والعراقيين , بل تهدف إلى تعزيز النفوذ المصري في المنطقة والعراق ، دون مراعاة للوضع الداخلي المعقد في العراق او الاخذ بالاعتبار المصالح الاقتصادية العراقية ؛ فالأضرار التي لحقت بالعراق، وخاصة بالشيعة الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من نسيجه الاجتماعي، كانت أفدح من أن يتم تجاهلها ؛ فقد أدت هذه التدخلات المنكوسة إلى زيادة الانقسامات الطائفية والسياسية، مما أضعف الوحدة الوطنية وعرض البلاد لمزيد من التحديات الأمنية والاقتصادية .
و الخلفية التاريخية للتدخلات المصرية في الشؤون العراقية تعود الى بدايات احتلال الانكليز للعراق وتشكيل الحكومات الهجينة والغريبة في العراق ؛ وقد عقد مؤتمر القاهرة المشبوه عام 1921 برئاسة (ونستون تشرشل) وكان من جملة القرارات التي اتخذها هذا المؤتمر فيما يتعلق بالعراق، ترشيح الأمير فيصل بن الحسين (ملكا على العراق) بعد أن كانت بريطانيا قد رفضت مرشح الامة والاغلبية العراقية الاصيلة الامير العراقي الشيخ خزعل الكعبي ؛ والطامة الكبرى ان هنالك أسماء اخرى منها أحد أفراد الاسرة المالكة في مصر من الذين رشحوا ايضا لحكم العراق وقتذاك وكأن العراق يخلو من الرجال …!!
وبعد الثورة المصرية عام 1952 ومجيء جمال عبد الناصر ؛ ارتفعت وتيرة التدخلات المصرية في شؤون دول المنطقة بما فيها العراق بذريعة محاربة الاستعمار وتحت شعار الامة والقومية العربية ؛ علما ان نسبة العرب في مصر حسب بعض الدراسات التي تتعلق بفحوصات الحمض النووي لا تزيد عن 17% , وبدأ جمال عبد الناصر بحياكة المؤامرات والاتصال بالضباط العراقيين , لقلب نظام الحكم في العراق , وقد تحقق له ذلك في عام 1958 ؛ وبسبب دعايات ذيول القومجية وشعارات اتباع جمال عبد الناصر الاذلاء الترويجية , من المحسوبين على الفئة الهجينة والطائفة السنية والامة العراقية ؛ ارتفعت شعبية الرئيس المصري جمال عبد الناصر في العراق في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم , وأصبحت صوره ترفع في كل مكان , و بسبب تعاون مئات الضباط والساسة العراقيين من الخونة والمرتزقة والذيول والاتباع والمنكوسين مع المخابرات المصرية ؛ اصبح لمصر دورا كبيرا في حدوث الانقلابات واخراج التظاهرات واندلاع الاضطرابات والنزاعات الداخلية , ونهب الخيرات الوطنية والمقدرات العراقية , وبقيت شعبية عبد الناصر إلى عام ١٩٦٧ عندما دمرت إسرائيل الجيش المصري في ساعات قليلة , واحتلت القدس الشرقية و باقي فلسطين وصحراء سيناء في ٥ أيام فقط , عندها أدرك هؤلاء الحمقى والسذج والبسطاء والمغرر بهم من ابناء الامة العراقية أن جمال عبد الناصر بطل من ورق , ومجرد اداة من ادوات الاستعمار ؛ وانخفضت شعبيته في العراق .
وقد حاول الزعيم عبد الكريم اعادة العلاقات مع مصر , بما يحقق مصالح الطرفين وبصورة عادلة , وبسبب مواقف عبد الكريم الوطنية وتقريبه للشيوعيين العراقيين , وانصافه للأغلبية العراقية , وسعيه الدؤوب لتحقيق مصالح العراق والعراقيين , واهماله للقضايا الخارجية والشعارات القومية واهتمامه بالشؤون الوطنية الداخلية والنأي بالعراق والعراقيين عن الصراعات الاقليمية والتحالفات العربية والاسلامية … الخ ؛ تدهورت العلاقة بين الدولتين مجدّداً، فساندت مصر الحركات المعارضة والمشبوهة ضدّه، وخصوصاً ما تسمى بثورة الشواف في العام 1959 في الموصل , وكذلك قدمت حكومة عبد الناصر الاسلحة والدعم للأكراد الانفصاليين في شمال العراق للفتك بالجيش العراقي وقتل العراقيين؛ مما أدى إلى قيام ما يسمى بالثورة الكردية عام 1961, ثم تحركت المخابرات المصرية وحكومة عبد الناصر داخل العراق مرة اخرى , من خلال التواصل مع الذيول والعملاء والخونة امثال الطرطور عبد السلام عارف ومن لف لفه من سقط المتاع وحثالة العراق , وقد كان تابعا ذليلا وذيلا طائفيا عنصريا حقيرا , بخلاف الزعيم عبد الكريم الذي رد الوفد المصري ورفض الاتحاد مع مصر البائسة وسوريا الفقيرة وقتذاك , وقال مقولته المشهورة : (( لن اكون تابعا لاحد )) , وقد اكتشف عبد الكريم نوايا المصريين وعرف خطورة مخططاتهم على العراق والسياسة العراقية ؛ اذ قال : (( لن اذهب إلى القاهرة ربما سيتم خطفي او قتلي )) , واكد عبدالكريم على وجود مؤامرة من دولة الاتحاد المصري السوري لتخريب العراق والاضرار به , خلال تصريحات كثيرة ومتعددة , وقد نجحت مصر بتدمير العراق مرة اخرى , من خلال دعم الانقلاب الاسود للمجرم الطائفي والذيل القومجي عبد السلام عارف واغتيال الزعيم عبد الكريم عام 1963 , وقبل هذا الانقلاب دعموا محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها المجرم صدام والذي هرب الى مصر على اثرها وتم تجنيده هناك لإهلاك الحرث والنسل في العراق فيما بعد , وأصبح الطرطور عبد السلام عارف رئيسا رمزياً للجمهورية و المجرم احمد حسن البكر رئيساً للوزراء ؛ وتم تشكيل اول حكومة جمهورية هجينة طائفية حاقدة ؛ ومليشيا الحرس القومي سيئة الصيت والسمعة , والتي تم تسليحها من قبل مصر ب 20 الف رشاش من ماركة بور سعيد المصرية , وقد احتوت تلك ” الحرس القومي ” المليشيا على عناصر مهمشة ومنبوذة وطريدة وهجينة في المجتمع ؛ اذ كانت فلول الحرس القومي تضم شقاوات ومجرمين وسفلة وارباب سوابق , وفتحوا اوكار ارهابية لهم ومقرات اعتقال وتعذيب في عموم العراق , واغلب عناصر المليشيا من البعثيين والطائفيين والعنصريين , وقد ارتكب الحرس القومي ابشع الجرائم والمجازر والانتهاكات بحق ابناء الاغلبية والامة العراقية , و سقط الاف الضحايا الابرياء من العراقيين الاصلاء ؛ اذ اثارت استياء الناس ، نظرا لما كانت تقوم به من التجاوزات والاعتداءات وهتك الاعراض والابتزازات والاعتقالات المزاجية من قبل الاشقياء وحتى اعمال الاغتيالات السرية مع ممارسات غير قانونية بتعذيب المعارضين واعدام ابرياء والسطو على الاسلحة المتوسطة والذخائر من خلال الاعتداءات على الثكنات العسكرية ومراكز الشرطة مع الاهانات للموظفين الصغار والكبار ، فضلا عن الاعمال الانتقامية من الشيوعيين والقاسميين وحتى من بعض بقايا النظام الملكي القديم ومن بعض شيوخ العشائر .. وقد ذهبت حقوق وانتهكت اعراض وتيتم اطفال وتشتت عوائل كثيرة … . (1)
نعم انتقمت مليشيا الحرس القومي وحكومة الذيل الذليل الطرطور عبد السلام من ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة وجموع الجماهير الوطنية التي كانت تهتف للزعيم , قائلة : (( ماكو زعيم الا كريم , كواويد بعثية )) والتي كانت ترفض تحويل العراق الى ضيعة تابعة لمصر او جزء صغير يسمى بالقطر العراقي يسير في فلك الدول العربية , ولا زالت شعاراتهم يتردد صداها في تاريخ الوطنية والكبرياء والعنفوان العراقي الاصيل : ((شلون ترضه يا زعيم الجمهورية أصير إقليم؟!))
ولم يجانب الصدق الكاتب العراقي رشيد الخيون عندما وصف جمال عبد الناصر , قائلا : (( يحتفل الناصريون بذكرى جمال عبدالناصر المئوية… , من حقهم وحق أهل مصر ذلك، ولكن أنا العراقي كان عبد الناصر جحيما على بلدي، فما إن ساهم ببشاعة بإسقاط وتشويه عهدنا الملكي حتى صار نظامه كالأفعى الرقطاء على عهدنا الجمهوري… , من بركته غزتنا عشرون ألف رشاش بورسعيد والحرس القومي وقائمة المأساة تطول … )) .
وللحديث بقية
………………………………………………
1- الحرس القومي : ميليشيا سيئة الصيت في العام 1963 / سيار الجميل .
=============================
2
ثم جاء عقد السبعينيات وشارك العراق في حرب 1973 مع الجيوش السورية والمصرية , وحقق المصريون مكاسب عديدة , وخسر العراق الكثير من امواله وابناءه في سبيل القضايا العربية الخارجية , وبعد كل تلك الدماء الزكية والتضحيات العراقية ؛ قررت مصر التصالح مع اسرائيل ولم تأخذ رأي العراق او غيره في ذلك , وتم توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في عام 1978؛ مما أدى إلى توتر العلاقات مع العراق، الذي كان يعارض هذه الاتفاقية ؛ الا ان هذه الاتفاقية لم تمنع نظام البعث الهجين من استقدام مئات الالاف من العمال المصريين الى العراق , وتقديم كافة التسهيلات لهم على حساب العراق والعراقيين ؛ فضلا عن التبشير بالثقافة المصرية من خلال عرض الافلام السينمائية والبرامج الثقافية المصرية والتي تتقاطع في الكثير من الامور مع الثقافة العراقية والقيم والعادات والتقاليد الوطنية ؛ وقد تغير موقف مصر بقدرة قادر بين ليلة وضحاها عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية , فقد دعمت النظام البعثي والمجرم صدام في حربه , لان مصر وسائر الانظمة العربية ترى في التشيع والشيعة خطرا يجب محاربته وتضييق الخناق على الشيعة بصورة عامة فضلا عن العرب منهم , لذلك هي ترى في ايران تهديدًا إقليميًا ؛ بينما كانت تقيم معها افضل العلاقات في عهد الشاه البهلوي ؛ فالأمر يتعلق بالتشيع الاسلامي واتباع ال البيت فحسب .
وشارك المصريون في الحرب , وباعت مصر للعراق اسلحة فاسدة ومستهلكة بصفقات مشبوهة , وفتح العراق ابوابه امام الملايين من العمال المصريين , وادخل هؤلاء الى العراق الكثير من العادات السيئة والظواهر السلبية والسلوكيات غير الاخلاقية ؛ حيث انتشر الفساد والتحلل الاخلاقي والتزوير وتعاطي المخدرات والفاحشة والاغتصاب والقتل والسرقة والنصب والاحتيال … الخ ؛ بل ان البعض منهم شارك في عمليات تعذيب السجناء والمعتقلين العراقيين في السجون البعثية والمعتقلات الصدامية , واغلبهم او الكثير منهم عمل بصفة جاسوس للأجهزة الامنية القمعية ؛ حيث كتبوا الاف التقارير الكيدية والباطلة ضد العراقيين , وذهب ضحية تلك التقارير الاف الضحايا الابرياء من العراقيين الاصلاء , وحول هؤلاء عشرات المليارات من العملة الصعبة الى مصر , فكان هؤلاء المصريون يتنعمون بخيرات وثروات العراق بينما يساق الشباب العراقيين والرجال الوطنيين الى محارق حروب الوكالة ونيران المعارك الخاسرة ومقاصل الاعدامات وغرف التعذيب , و تمادى المصريون باستهتارهم وطغيانهم بسبب دعم النظام البعثي الهجين ولقيط العوجة لهم , وعاثوا في العراق فسادا وتخريبا ؛ فانتفض الشعب العراقي ضدهم بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية , و عندها قرر النظام الهجين وبسبب الضغط الشعبي , تسفيرهم الى مصر , الا ان الكثيرين منهم لم يغادروا العراق .
وبعد استرجاع الكويت عام 1990, شاركت مصر في التحالف الدولي ضد العراق , وحرضت المجتمع الدولي ضده , وشاركت في فرض الحصار القاسي ضد الاغلبية والامة العراقية , وشارك المصريون داخل العراق في التجسس لصالح القوى الاجنبية وجيوش التحالف الدولي , واتخذت مصر كالعادة موقفا معاديا للعراق والامة العراقية , واستمر موقف مصر المعادي للعراق حتى عام 2003 .
ولم ترحب مصر بالعملية السياسية والتجربة الديمقراطية الجديدة عام 2003 , واتخذت مصر موقفًا معاديا من مشاركة الاغلبية العراقية في الحكم ؛ وساندت كافة الحركات الارهابية والفصائل المسلحة الاجرامية , بل شارك المصريون في تنفيذ مئات العمليات الارهابية والجرائم والمجازر والصولات الانتحارية ضد الجيش والشعب العراقي , بحجة مقارعة الامريكان والاحتلال ؛ علما انها امريكية حتى النخاع فالعلاقة الأمريكية المصرية علاقة وطيدة وتاريخية ؛ وبالتالي هذه مجرد ذرائع وشعارات كاذبة , الهدف منها تضليل الرأي العام والقضاء على الاغلبية العراقية والرجوع الى المربع الاول ؛ كي يلعب المصريون بالعراق كيفما شاءوا وينهبوا ثرواته بلا حسيب ولا رقيب .
وكالعادة وبحجة النفوذ الايراني في العراق والمنطقة ؛ رأت مصر في ذلك تهديدا لمصالحها في العراق والمنطقة , وعملت على تعزيز علاقاتها مع الدول العربية الأخرى، مثل السعودية والإمارات، لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق او بتعبير أدق : (( النفوذ الشيعي العراقي )) ؛ وقد كشف السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية المصرية السابق، عن قيام مصر بتحذير الولايات المتحدة الأميركية من تداعيات غزو العراق على المنطقة وانتشار ظاهرة الطائفية , وابلغت امريكا بعدم موافقتها لإسقاط صدام ؛ فالمهم والاهم بنظر ساسة مصر ان يبقى العراق محكوما من قبل الفئة الهجينة والطغمة البعثية والشرذمة القومجية والاقلية السنية التي تستجيب للضغوط والمطامع المصرية والعربية ؛ لذلك اتهم العراقيون ولا زالوا مصر بمحاولة إضعاف العراق وتشويه سمعة الاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية ؛ من خلال دعم الفصائل المسلحة والتنظيمات الارهابية والاحزاب الطائفية ؛ وبث البرامج الاعلامية المنكوسة والطائفية والمعادية والتي أدت إلى زيادة الانقسامات والصراعات والحروب الداخلية في العراق وزعزعة الاوضاع العامة.
وارادت مصر الابقاء على نفوذها في العراق ونهب خيراته كالمعتاد , من خلال دعم بعض الفصائل الاجرامية المسلحة والتنظيمات الإرهابية في العراق , فضلا عن دعم بعض الاحزاب السياسية المعارضة , وايواء العناصر القومجية الطائفيين واعضاء البعث المجرمين في القاهرة ؛ ومع كل هذه المؤامرات المصرية , كان التبادل التجاري معها او بالأحرى استيراد العراق للبضائع والخدمات منها عاليا وكبيرا .
وعندما جاءت حكومة الاخواني الطائفي مرسي ؛ خرجت التظاهرات المصرية الاخوانية والطائفية والتي تدعو الحكومة المصرية الى اغلاق السفارة العراقية في مصر , ودعم السنة في العراق , وتطهير العراق من الفرس المجوس والمشركين … الخ ؛ والمقصود بهذه العبارات الطائفية والعنصرية الاغلبية العراقية العربية ليس الا … , وقام المصريون وقتها بمحاربة الشيعة ومهاجمة منزل بيت الشيخ الشيعي حسن شحاتة ورفاقه , وقتلوه شر قتلة , واستمرت التدخلات المصرية السلبية في الشؤون العراقية وارتفعت وتيرتها .
وكان من المتوقع أن يبادر نظام عبد الفتّاح السيسي ، كنظام عسكري- علماني يختلف بشكل جذري عن نظام الرئيس المخلوع محمد مرسي ذي التوجه الديني الطائفي ، إلى تحسين علاقات بلاده مع العراق ؛ الا ان حكومة السيسي لم تخرج عن منهج الحكومات والسياسة المصرية التقليدية تجاه العراق ؛ وكل الادعاءات السياسية المصرية والترحيب المشوب بالبرود والحذر تجاه العراق والاتفاقيات والعهود السياسية الثنائية ؛ شكلية وليست حقيقية , نعم الاتفاقيات الاقتصادية مع العراق حقيقية لانها تصب في صالح مصر والمصريين فقط ؛ اذ لم تنفتح حكومة السيسي على العراق الا بعد ان فتح العراق ابوابه امام العمالة المصرية من جديد , ودعوة الشركات المصرية للعمل والاستثمار في العراق .
في النهاية، يمكن القول إن هذه العلاقة، رغم تاريخها الطويل، لم تكن عادلة أو متوازنة ؛ بل كانت، في كثير من الأحيان، تصب في صالح مصر على حساب العراق وشعبه، مما يستدعي إعادة تقييم هذه العلاقة في المستقبل لضمان تحقيق مصالح جميع الأطراف بشكل متوازن وعادل.
وللحديث بقية …