منبر العراق الحر :
لم أكن امرأةً أبدًا
كنتُ أقودُ الذئابَ إلى الفخِّ
فتعوي حزنًا وانبهارًا.
لم أكن شاعرةً أبدًا
كنتُ أنشرُ اللغةَ، وأفضحُ المستور
فيصفّقُ من لا يجرؤُ على النِّضال.
لم أكن أمًّا أبدًا
فقط
في يدي اليمنى أقودُ الشِّعر نحوَ حياتي
وفي اليُسرى، آخذُكَ نحوَ الخلود.
لم أكن فلاحةً أبدًا
لكنني زرعتُ بذورَ الحزن
وحصدتُ مواسمَ المطر.
لم أكن جبانةً أبدًا… أبدًا
كنتُ لا أُعيرُ الموتَ أيَّ انتباه
وأنفثُ في السماءِ أنفاسي
فتستعيرُ صواريخُ الحربِ غضبي
وتمطرُ الموتَ فوقَ العدو.
لم أكن خائنةً أبدًا
حتى بعد أن رأيتُ الخُبثَ
يخرجُ عرقًا من مسامِّ جسدِكَ.
مررتَ بي… مررتَ مني
وفي يدي اليُسرى، اصطحبتُكَ نحوَ حياتي.
في الحُلم، شممتُ أبديّةَ الفرح
فصحوتُ على صوتِ المراثي
في بلادٍ تحوَّلتْ أرضُها إلى مقبرة.
صحوتُ على
فراغِ يدي اليُسرى من يدِكَ
والشِّعرُ—ها هو—
يشدُّ قبضتَه في يدي اليمنى…
وانبحُ بالمراثي.
رنيم نزار