منبر العراق الحر :
أنا في مَهبّ الريحِ سارَ شِراعي
ما إن تَدورُ يَدورُ فيضُ يراعي
أنا شاعرٌ للشعبِ أحملُ مِشعَلي
تُجلى همومُ الناسِ من أوجاعيْ
أنا هائمٌ في القلبِ أضمرُ حَسرَتيْ
وأرى الهمومَ توسّطتْ أضلاعيْ
أنا سائرٌ بينَ الحُطامِ مُقامِراً
يرنو إلى خيرِ الورى إبداعيْ
قدْ عِشتُ أيامَ الزمانَ يلوذُ بي
واليومَ أمضيْ في حما الأصّقاعِ
فأخذتُ أبحث في الكلامِ لعلّني
أجدُ العزاءَ لمنْ يريدُ سَماعي
لكنني قدْ فُتّ عَضدُ شَكيمتي
وهَزلتُ حتى زيدَ منْ أوجاعيْ
لله دَرّكَ يا عراقُ فما بغى
باغٍ عليكَ وخاضَ في الأطماعِ
ألاّ وأوغرتِ الجراحُ بِنَحرِهِ
وهوى على سورٍ لنا وَقِلاعِ
ما بالُ سيفكَ يا عظيمُ بِغمدهِ
قد صامَ دهراً موقنا بوداعِ
ماذا أقولُ عنِ الذينَ تفننوا
بالدينِ حتى صارَ دينَ صراعِ
قتلوا سماحةَ دينِنا وتطيروا
وتقمَّصوا نَهجاً بلا إقّناعِ
فَبَلواْ عَفافَ الدينِ شرَّ بليةٍ
وتنطَّعوا فيهِ وما منْ داعي
لله درّكُ يا عراقُ فهلْ تَرى
سرَّ البليةِ فيكَ أم في الراعي
أمْ من فُراتِكَ ما شكوتُ وماؤهُ
عَذِباً أرى قدْ زادَ في إمتاعي
أم دجلةَ الخيرِ التي في نَخلِها
ألقى جِنانَ الله طوعَ ذراعي
لله درُك ما اٌبتُليتَ بفِتْنَةٍ
إلّا وكنتَ بَصيرَها والواعي
إلا وكنتَ على المدى رُبانَها
والحقُ أنت وأنت خيرُ مُداعِ
فارفقْ بِشعبي يا ألهي إنّهُ
شَعبٌ كريمٌ صابرٌ ومُراعي
واغفرْ لساسَتِنا الذين تفنّنوا
حتى يَدين مُطاوَع لِمُطاع
ما عابَهم أن يسرقوني غفلةً
قد كنتُ أعرفُ شأنَهُم وأُراعي
والحقُ إني آنذاك مكمَمٌ
ويقودُني طَبعي ألى الإنصاعِ
وأرى الحياةَ وقدْ ترادى شأنُها
والدينُ أمسى مِشرط الأطماعِ
دينٌ يوحدُنا وكنّا أمةً
فإذا بدينِ اليومِ زيفُ قِناع
أنا شاعرٌ لكنني بقصيدتي
أرنو الى وطنٍ بلا أوجاعِ
أرنو لشعبٍ واحدٍ وحياتُه
يقضي سعيداً لا يرى من ناعي
فارحم الهي شعبَنا وتظلُمي
قد ضاقتِ الأرضُ الفضا بشراعي