منبر العراق الحر :
منذ بَدْء العدوان الصهيوني على قطاع غزة و لبنان واجتياح هَضْبَة الجَوْلان شهدنا الكثير من المظاهرات والاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم ضد الجرائم الوحشية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة ولبنان هذه التظاهرات والاحتجاجات وتداعياتها امتدت إلى حرم الكثير من الشوارع والجامعات وشارك فيها الآلاف من مختلف الجنسيات ومن كافة أنحاء العالم ….والنتيجة!
نَظْرَة تاريخية
شهدت حِقْبَة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي نشوب حرب فيتنام والولايات المتحدة بالإضافة إلى لاوس وكمبوديا التي امتددت بين (1 نوفمبر 1955-30 أبريل 1975) حيث كانت الأطول والأكثر تأثيرًا على الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية دفعت فيها الولايات المتحدة خيرة شبابها وقادتها ومعداتها من أجل قضية (لا ناقة لهم فيها ولا جمل) وعلى أثرها خسرت تلك الحرب وتم سحب جميع قواتها بالكامل في 15 أغسطس من العام 1973، بعد سقوط العاصمة الفيتنامية سايغون في قبضة الجيش الفيتنامي الشمالي في أبريل 1975 وتمت إعادة توحيد فيتنام الشِّمالية والجنوبية في العام التالي.
الحركات الشعبية المناوئة
كلفت حرب فيتنام الأمة الأمريكية الكثير من الخسائر المادية والمعنوية وأثرت بشكل ملحوظ على اقتصاده وأرهقت كاهل دافعي الضرائب واستنزفت الخزانة الأمريكية أدى ذلك الى ردود أفعال شعبية قوية ضد استمرارها.
اعتقد غالبية الشعب الأمريكي أن الحرب كانت غير أخلاقية وغير مبررة، ظهرت على أثرها حركة مناهضة لحرب فيتنام في الولايات المتحدة بصفة رد فعل على التدخل الأمريكي، مع تصاعد الخسائر البشرية وتزايد وعي الجَمهور بطبيعة الحرب، أصبحت الاحتجاجات ضد الحرب واحدة من أكبر ما شهدت الساحة السياسية الشعبية في تاريخ أمريكا, وشهدت الجامعات الأمريكية مثل جامعتي بيركلي وكنتاكي الكثير من التظاهرات حيث بلغت ذروتها في مجزرة كينت ستيت (1970)، التي راح ضحيتها 4 من الطلبة المتظاهرين بمواجهات مع الشرطة المحلية آنذاك…
سبق هذا كله بزوغ أسماء زعامات سياسية اجتماعية مناوئة لسياسات الحكومة الأمريكية والمطالبة بالحرية والمساواة بين أفراد المجتمع الأمريكي مثل حركة الحقوق المدنية وإنهاء الفصل العنصري بقيادة (مارتن لوثركنك) وحركة القوة السوداء بقيادة (مالكوم أكس) وغيرها من حركات التحرر والمساواة.
دفع الشارع السياسي الأمريكي الحافل بالآراء والنقاشات والتظاهرات والحركات المجتمعية والسياسية إلى المطالبة بإصدار عدد من القوانين والتشريعات المؤثرة في حياة وحرية الفرد داخل المجتمع الأمريكي وتحقيق أماله وطموحاته وقد كان له ما أراد.
خطاب الحرية
(نحن الشعب الذي نقول للحكومة ما يجب أن تفعله نحن الشعب الذي يقود الحكومة) مقتطفات من خطاب الرئيس الأمريكي السابق (رونالد ريغان) الرئيس الأربعين للولايات المتحدة للفترة (1981-1989). كان الخطاب الأخير الذي يبين قوة وقدرة الشعب الأمريكي على تغيير القرارات المصيرية التي تخص الولايات أو العالم.
أما اليوم فبعد أدراك الحكومة الأمريكية لقوة وقدرة المواطن والشارع الأمريكي على التأثير والتغيير في قرارها السياسي، حدت من تلك القوة والتأثير وأصبح أهتمام المواطن الأمريكي مقتصرًا على المستوى المعيشي والرفاهية المتوفرة له، كتأمينه الصحي ونسبة الضرائب والتضخم وتكلفة الدراسة و وفرة سوق العمل.
بالتالي يجب علينا اليوم أن ننظر بشكل مختلف تمامًا على ما كانت عليه الشعوب الغربية والأمريكي بشكل خاص وإلا نعتمد على ضمير الإنسانية أو صوت الحرية الدُّوَليّ، فلا الشعب الأمريكي أو غيره قادر على التغير والتأثير على السياسات الخارجية في العالم.
هناك مثل عربي يقول (ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ). هذا ما يجب أن ندركه بشكل صريح وواضح.
وللحديث بقية…دمتم.