أُحِبُّك لا أُحِبُّك…ماجدولين الرفاعي

منبر العراق الحر :
ما أجملك، وأنت تلفّ قلبك حول عنقي كطوق ياسمين وعلى عتبة العام الجديد تقول لي بكامل نصاعة حبّك: اعبري يا حبيبتي نهر قلبي حافية، أدخلي جنّة عمري طفلة نقيّة يليق بها السكن في بؤبؤ العين.
ها عام جديد يشدنا بأصابع الشوق إلى باحة الرقص، فتعالي نخترع موسيقانا، ولغتنا، تعالي نكتشف الحياة من جديد…
وعدتك يا سيد قلبي أن نمدّ جسر الحب ما بين عام وعام ، أن يكون الحب أكبر من سنة تمر ولاتعاد…
وعدتك أن يكون الحبّ قارّة جديدة من الورد والألحان، أن يكون الحبّ مدرسة ترتاد فصولها الأعوام.
وعدتك أن تكون، وأن أكون مثل أرض مزروعة بالورد، وشتاء يغرقه الهطول، أن تفوح من لهفتنا رائحة الطين التي تعبق في أول مطر يعانق تربته.
أتذكر يا وحيد قلبي ذاك الشتاء البعيد حين نام الليل فوق صدر الكبرياء، لم أقل إني أحبّك، واكتفيت أنت بالتحديق بزرقة اللهب، لم يشعل مواقدنا اللقاء، وبقينا هكذا نفتعل الصمت ونكيل فوق قصتنا الرماد، لم يباغتنا الوقت ولا كستناء المواقد بعناق يتلوه عناق.
غرباء كنا في حضرة الصمت، بيننا مائدة وكؤوس ثملة بالماء وعصير التوتر الحار، بيننا جدار مكتوب عليه بأحمر الشفاه ألف سؤال وسؤال، بيننا مالم تقترحه علينا ستائر النوافذ ولا ثقوب الأبواب، هكذا بكل حماقة صرفنا ليلنا وساعات النهار بلعبة تشبه كثيراً ما يدور على طاولات القمار، خسرنا معاً ما يمكن أن نربحه لو بلحظة صفاء حرقنا مافي جعبتنا من تجهّم وعتاب.
أحبّك لا أحبّك، حيرة وألف جواب، قلت لي وأنت تفرش عتبة سنتنا الجديدة بالورد والبيلسان: كل عام وأنت حبيبتي يا شجيرة الكبرياء.
بكيت وكان كتفك وسادة هدهدت زمن البكاء.
أحبّك، قلت لي قبل أن تعانق الساعة عقاربها في لحظة وداع أبديّ، قبل أن تغادرنا سنة جمعتنا ذات ابتسامة وكادت أن تفرّقنا ذات عناد.
قالت العرّافة وهي تقرأ توقعاتها لأبراجنا بأنّنا سنفترق في آخر العام، ضحكنا معاً، ولم نصدقها، وأخرجنا من جيب لهفتنا مقولة واضحة “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
كنتُ أسألك دائماً عن اسم حبيبتك للسنة الجديدة، فأنت يا حبيبي مولع بالتغيير أو هذا ما وثّقته الأيام!!
كنتَ تكذب، وكنت أعرف، وأقنع نفسي بقدرتي على تحوير كذبك إلى حقيقة صادقة مفادها أنك ستخلع خلف باب السنة الماضية كلّ أقنعتك وتعلّقها على مشجب الأمس دون أن تلتفت خلفك، فالصعود إلى قمة الحبّ محفوف بالمخاطر، ولا يتسلّق صخوره إلا الشجعان والأنقياء.
ها نحن الآن وجهاً لوجه أمام مرايا سنة جديدة، سنة نقية تشبه قلبي، وصادقة تشبه نواياك الطيبة، وواعدة مثل أحلامنا، واثقة مثل خطانا التي أقسمنا أمام كل المآذن وأجراس الكنائس أن تكون واثقة واثقة.

اترك رد