هذه ِالليـلـة َ يـُبـكيـني غناءُ الكرَوانْ *…سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :

هذه ِالليـلـة َ يـُبـكيـني غناءُ الكرَوانْ *
ولهاثُ النرجس المشغول بالعطر يناديني ..
لكي أغـسلَ أحزاني بماءِ الوردِ ..
أو أدنو قريبا ًمن ظلال الأقحوانْ
لـستُ أدري ..
أيّ حُلم ٍ يفتحُ الآنَ ذراعيهِ ..
ليَرميني على البحرِ ..
ويستنجدُ بالوَهم ِ ..
لكي يوصلني سرّا ً إلى برّ الأمانْ
ذلك الوقتُ تمادى ..
دون أن يعلمَ أنّ العمرَ لا يسمحُ باللهوِ ..
وأنّ الأمرَ متروكٌ الى الصُدفةِ ..
إمّا أن تنيرَ الليلَ ..
أو تذبحَ هذا القمرَ النائمَ في شرفتِنا ..
قبل الأوانْ
* * *
منذ ُعامَين ِ التقينا ..
كان يكفيني من الحبّ كلامُ الليل ِ ..
أو بعضُ إشاراتِ الهوى ..
كي تعرفَ الزهو بأهدابي طيورُ العنفوانْ
غيرَ أنّ الماءَ في العمق ِ تمادى ..
ضاربا ً كلّ سدودِ الخوف ِ ..
مُجتاحا ً جدارَ الصمتِ ..
مُجتاحا ً مساماتي ..
ليرميني غريقا ًدون أن أدري لبحرِ الهذيانْ
آهِ لو تدرينَ ..
كم يذبحُني الشوقُ الى ضمّكِ ما بين ذراعيّ
بعنفٍ .. وحنانْ
غيرَ أنّ العمرَ لا يسمحُ بالحُبّ ..
وإنّ الأمرَ متروكٌ الى الصُدفةِ ..
فاستلقي قريبا ًمن ظلال ِ الروح ِ ..
عـلّ اللهَ يُهديني مفاتيحَ الجِنانْ
* * *
هـذه الليلة َ ..
يُغريني وثوبُ اللوز في رأس ِالعناقيدِ ..
فأسترجعُ في نفسي ..
وأستغفرُ من ذنبٍ ..
يريدُ الغشَّ في كسبِ الرهانْ
لم يعد في القلبِ ما يخفى على عينيكِ ..
لكنّي سعيدٌ ..
بعدَ أن أدركتُ فحوى الإمتحانْ
ولقد أرهقتُ تمّوزَ ..
فلا عذرَ إذا لم يُمطرِ الآنَ ..
ولا كانت دموع الناي إن جفّت قريباً ..
دون أن تلمسَ أعصابَ الكمانْ
* * *
هـذهِ الليلة َ ..
لا أطمعُ بالضوءِ ..
ولا أطمعُ بالدفءِ ..
ويكفيني من النارِ إشاراتُ الدُخانْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الكرَوان .. أمّ كلثوم
كلّ عام ٍ وأنتم أصدقائي

اترك رد