منبر العراق الحر :تُغادرني الأعوام حاملة حملها الثقيل، في كل وداع لها ألتقي ونفسي على ساحة الإنتصار ، نعم .. انتصار
أقف وسط حرب عاتيه جززتُ بها رؤوس الفتنة الغاوية
مابين قتيل خائن وقتيل بثّ الذعر والخذلان، فاصلُ عزيمة مسني بالرؤى.
في كل معركة .. سقط عابث من عمري وانتهى عهد يؤلمني، في كل صولة تخليت وفي كل جولة آزرتني قوتي، كلتاهما حصون لا يفتحها غادر، ربما التخلي عما تمسكتُ به يوماً كان فرح مؤخر أدركته حين دقت طبول الحب قلبي بأنا
نعم .. أنا، لم أُفْرِط ثانية بالعطاء، وأقصيتُ ما قسوةُ به على نفسي، الغنيمة ليست ما تخلفه الحروب لك بعد انتصار، الغنيمة أن تنتصر بإفلات ماسعيت له يوما وآلمك، أن تقفل أبواب الصدمات التي خلفها غادر وثقت به يوما، أن تخطف نفسك من ظلام الوحدة والكآبة وناقوس الحزن داخلك متوهج، تطفئ ظلال الخوف ترسم حربك وحدك، فلا تقبل بدخيل يثير بسوس أيامك ويعيدك لجاهلية نفسك.
غادر عام تسامحتُ به مع طفولتي وأعدت ظفائري تبتهج فوق أكتافي التي نضجت وحملت من العناء أطنان تعب وشقاء، نفضتُ تلك الأحمال ، عدتُ إلى براءتي، إلى حلمي، إلى قلبي
عدتُ لصبايا وشعلة شقاوتي، إلى ابتسامتي، لصفاء اللون في عيني بعدما أغرقتها غيوم الهموم، عدتُ لفطرة الحب داخلي دون أن يشوبهُ شك أو ينزلق بمنعطفات الفتن.
استقبل عامي الجديد وحصوني التي اشتعلت بالحروب آمنة، فُتحت أبوابها للسلام، فأغفو على ثوب الأمل حاملة طيفاً يُرطب الحلم برؤياه، يُهشُ منغصات الكوابيس، يبني فؤادي بنبض ثائر يهتف بالحياة .