منبر العراق الحر منبر العراق الحر
مقالات مشابهة
منبر العراق الحر :
مَن منكُما الأحلى ؟ فَدَيتُكُما معا
قُـولا .. فإني لا أُحـبُّ الأدمُـعـا
لا تَستَبِّدا بي .. فإني ذائبٌ
بخُرافتينِ ، هُـمـا الغرامُ إذا دعـا
ما بينَ سمراءٍ و بيضاءٍ أَرَى
قلباً صغيراً قد أَذابَ الأضلُعا
لم يَستَفِق ما بينَ طَرفٍ أسودٍ
و مُلَونٍ ، و أنا أُبـارِكُ ما سَعَى
تُغريهِ في امرأةٍ جدائلُ شَعرِها
للخَصرِ ، مَـرَّ بها الحريرُ ليَخشَعا
و أراهُ في الشعرِ القصيرِ مُتيماً
بالكُستناءِ إذا استَدارَ و أيـنَـعـا
في ضحكتينِ يَذوبُ .. ما أحلاهُما !
أفدي بروحي لـؤلـؤاً قد رَصَّعـا
في مسرحِ الأحلامِ إنكما لـهُ
حلمٌ كبيرٌ في النساءِ تَرعرعا
رفقاً بـهِ .. إن الطفولةَ نورسٌ
في بَحرِهِ ، لكما اتَى كي يَسجعا
قُولا لمَن أَشدو ؟ أَقولُ خواطري ؟
أحكي حكايا الشوقِ في وقتٍ معا ؟
و لمَن أَشُـدُّ مع الطيورِ حقائبي ؟
و لها ــ إذا أَومَـأتُ ــ أُشعِلُ إصبعا ؟
مازلتُ لا أدري بأَيّكُما أنـا
أَهْـذي ؟ كأني قد جَهِلتُ البُرقُعا !
في طَعمِ سُكرَتَينِ ذُقتُ صبابتي
بِكُما ، وما أحلى السكاكرَ أَربـعـا !
مَن قالَ أنكما اثنتان ؟ فأنتما
في القلبِ واحدةٌ فلا تَـتَـمَـنّـعـا
إني أَرى في الذوقِ أسلوبَيكما
يَنسابُ عطراً ، في الزجاجِ تَجَمّعا
للمرةِ الأُولى أُخالِطُ في دمي
قَمَرَينِ .. سبحان الذي قد أَودَعـا !
.
.
يا أولَ امرأتينِ أَفـرُشُ في الهوى
لهما القصائدَ مُخملاً كي تـطـلُـعـا
لا تَستبيحا في النساءِ تجاربي
و تَحَسّسا في الحبِِّ قلباً طَـيّـعـا
تَعبَت خيولي في الصهيلِ .. و أنتما
مازلتما مُـهـرَيـنِ خـانـا الـمَـرتَـعـا
في أيِِّ فنجانٍ أُنَجِّمُ كي أَرَى
حظي لأَيِّ الحُسنَيَينِ تَـطَـلّـعـا !؟
.
.
لا تسألاني ما الغرامُ .. فإنني
ما بينَ عصفورين جئتُ لأشفَعا
قولا بكلِّ بساطةٍ مَن فيكما
كتَبَتْ بماءِ الياسمينِ المَطلَعا ؟
كيف استطاعت في غرورِ دفاتري
بالغُنجِ ترويضَ الحروفِ لـتُبـدِعـا ؟
مَن منكما ــ قولا ــ تُجيدُ قراءتي ؟
فأنا بـقـايـا شاعرٍ قد ودّعـا
غـزلاً أُلملِمُ بعضَهُ في بعضِهِ
بينَ النساءِ ، و جئتُ أمسَحُ مَدمعا
مازالَ بينَ صديقةٍ و حبيبةٍ
مُتَوَهماً ، و معي يَشُكُّ إذا ادّعَـى
يَرمي نـثـارَ الوردِ بينَ أصابعي
فعسى الأخيرةُ أن تقولَ ليَسمَعا
يا أنتما .. مَـن فيكما بدلالِها
تأتي بـهِ ، و بها يكونُ الأروعـا ؟
مَن فيكما الأُولى التي في خصرِها
صَلّى ، و ضيّعَ في الهوى ما ضَيّعا ؟
.
.
.
……………….
عبد الحميد الرجوي