منبر العراق الحر :
من جدران عازلة للحزن #2025—دار العراب / دمشق
لستُ على ما يرام
لكنّني لا أبحثُ
عن مسوِّغات للبكاءِ
ولا عن أفلامٍ لها نهاياتٌ جارحةٌ
أو عودةٌ مستحيلةٌ للأبطالِ
لا أبحثُ عن هاماتٍ طوَّحتْها
لعنةُ الحروبِ
٢-
عليَّ أن أنظرَ فقطْ
إلى عيونِ أبناءِ الألمِ
وما يفيضُ منها من مذابحَ ودمٍ ورصاصٍ
وما يخرجُ من وصايا الأقلامِ
التي ولدتْها الأشجارُ قبلَ مخاضِها السيِّئِ
أو ذكرى من رحمِ أوطانٍ
ملفوفةٍ بآهاتِ الحمائمِ والحقولِ
٣-
هذه الأرضُ
وهبتْ قلبَها المعطوبَ للغرباءِ، وندمتْ
٤-
الخواطرُ المكسورةُ
تنامُ باكيةً في الكتبِ
ترمي مفاتيحَ الكلماتِ
وتبحثُ عن بابٍ
لا يبكي على أصحابِه
وعن حياةٍ تفردُ أجنحتَها
كما تشتهي
٥-
من مسافةٍ قصيرةٍ
طعنَني أحدُ أصدقائي
كانَ موتاً في منتهى الرِّقّةِ
استسلمتُ له بذهولٍ
خرجتِ الرُّوحُ
كنصلٍ مسنونٍ من الجسدِ
٦-
طعنةُ الأعداءِ مرَّتْ بسلامٍ
وعشتُ بعدها معافى
أبتسمُ للخيانةِ وللجراحِ
٧-
هذا الحزنُ
يشبهُ إعلاناتِ الدعوةِ إلى ال happy hour
“تناولْ كأساً من نبيذِ الموتِ
واحصلْ على الثانيةِ مجاناً”
هند زيتوني #
منبر العراق الحر منبر العراق الحر