قِصَّة وقصيدة: (كَم قبلةً سوفَ تُعطيني؟)…ميادة مهنا سليمان

منبر العراق الحر :

عندما كنتُ أقيمُ في مدينةِ القامشلي، بقيتُ عامينِ دونَ أن آتي لزيارةِ أهلي في دمشق، بسببِ الحربِ، وحينَ قرَّرتُ زيارتَها بعد اشتياقٍ كبيرٍ، كتبتُ للشَّامِ هذي القصيدة:
كَمْ قُبْلَةً سَوفَ تُعْطِينِيْ؟

عَامَانِ..لَمْ أَرَ وَجهَكِ..
لَم أَرَ حُسنَكِ..
عَامَانِ..يَا فَاتِنَتِي
يَا سَاحِرَتِي
يَا مَاضِيَّ الجَميل
يَا حَاضِرِي وَفَرَحَ سِنيْنِي…
مُشتاقَةٌ أنَا إليكِ
والشّوقُ..
شَوكٌ يَخِزُ القَلبَ
فَطَيِّبِيْ جِرَاحِي يَاشَامُ
وَبِلَمسَةٍ مِنكِ
يَاقِدِّيسَتي بَلسِمِينِي…
مُشتاقَةٌ أَنَا لِلحَارَاتِ
لِلبُيوتِ..لِلورودِ..
لِلشُّرُفاتِ المُزَيَّنَةِ بِالجورِيِّ
والزّعتَرِ البَرِيِّ
والمنثورِ والنِّسرينِ…
مُشتاقَةٌ لِسُوقِ الحَميدِيَّةِ
لِبابِ تُومَا والصَّالحِيَّةِ
لِلقَصَّاعِ..لِلحَمرَا
لِرُكْنِ الدِّينِ…
مُشتَاقَةٌ لِقاسيونَ
لِهَوائِهِ العَليلِ
فكُلُّ نَسمَةٍ في دِمشقَ
تَرُدُّ لِي رُوحِي
وَمِن قِيَامَةِ المَوتِ
تَبعَثُنِيْ وَ تُحيِينِيْ…

كُلُّ مَدِينَةٍ فِيْ وَطَنِي
نَخلَةٌ جَميلَةٌ
لَكِنْ بِغَيرِ فَيئِكِ
لَا أستَظِلُّ
يَامُشَرِّشَةً كالسِّندِيَانِ
فِي دَمِي وَخَفقِي
وَفِيْ نَبضِ شَرَايِينِي…
مُشتَاقَةٌ أنَا
جِدًّا وَجِدًّا وَجِدًّا
سَآتِيْ إلَيكِ
أحْمِلُ الوَردَ وَالشِّعرَ والحُبَّ
فَمُدِّي لِي يَدَيكِ يَا أُمَّاهُ!
احضُنينِي..دَفِّئيني..وَعَانِقِينِي…
اقتَرَبَ الوَعدُ يَا شَآمي
آتِيَةٌ أنَا إلَيكِ فَقُولِي لِي:
كَمْ ضَمَّةً؟
كَمْ شَمَّةً؟
وَكَمْ قُبلَةً يَاحُلوَتِي
سَوفَ تُعطِيْنِي؟

ميَّادة مهنَّا سليمان

اترك رد