جمهور السوشيل ميديا….ريم شطيح

منبر العراق الحر :يتناول البعض مصطلح جمهور السوشيل ميديا أحياناً حين الإشارة لردود أفعال الناس على حدث ما بشكل عام سواء سلباً أو إيجاباً، أو لِمَن يشتمون في تعليقاتهم بالإساءة والتهجُّم على الآخرين بغض النظر عن الموضوع، وكأنّ هذا الجمهور من المرّيخ.
أعزّائي، جمهور السوشيل ميديا نموذج لشرائح موجودة في المجتمع، وبشكل موضوعي كلُّنا جمهور السوشيل ميديا، ومَن هو غير متواجد على السوشيل ميديا اليوم (أو يدّعي أنه غير متواجد ولا يطّلع)، فهو منفصل عن الواقع و out of date.
وكل جمهور من هؤلاء هو نموذج لشريحة، هذه الشريحة موجودة وتُعبّر عن ذاتها تماماً بكل كلمة وردّة فعل وسلوك سواء مِمَّن يجتهد لنشر الفِكر الحُر وثقافة المحبة والسلام، أو مِمَّن يُشجّع على الحقد والتحريض الطائفي والعنصرية وغيرها، أو مِمَّن يدّعي الثقافة والأهمية ويسعى لقيمة زائفة من خلال ادّعاءاته التي يحيطها بأوهامه، هذه الشريحة أو تلك هكذا أصلاً تفعل على أرض الواقع، في البيوت، وفي التعامُل مع الآخرين في المجتمع.
السوشيل ميديا مجرد أداة للتعبير عن ذاتك، وما كل هذا الصراخ والغضب والشتائم التي ترونها هنا وهناك إلاّ عيّنة من سلوكيات شعوبنا التي ملأها الغضب.
الشعب غاضب، غاضب من كل شيء، من السياسة والدين والمجتمع والغرب والعرَب والفقر وانقطاع سبل العيش وكل شيء، ولم يكن لكل هذا الجنون والموت والظلم والكبت أنْ يُقابَل إلاّ بجنون مثله وغضب كبير حتى تَخرجَ كل هذه الشوائب من النفوس وتعي كل الديكتاتوريات الحاكمة السياسية والدينية وغيرها التي مارستْ القمع والتفرقة وكل أنواع الترهيب الفِكري لزمن طويل دورَها في إيصال الشعب لهذا الحدّ من الاحتقان، وأن لا مجال لهدوء العاصفة إلاّ بإقامة العدل وإعطاء الحقوق ونشر ثقافة المُواطَنة والمساواة ومحاسبة رجال الدين وكل مَن يساهم بالتجييش والكَفّ عن الاستخفاف بعقول الناس الذين لا يمكن خداعهم بعد الآن.
تريدون شعباً غير غاضب؟ عالجوا أسباب الغضب. بداية حل أي مشكلة هو بعلاج الأسباب؛ تجاهُل الأسباب مُسبِّب آخر لدوام المشكلة.
الكاتبة ريم شطيح

اترك رد