مَن ذا الذي يأتيني بالأنسامِ؟ كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :

مَن ذا ورائي والثَرى قُدامي
والعمرُ ولّى وانطوت أيامي
أنبيكَ إنّي راحلٌ والمُلتقى
قبرٌ وتَصحو في غدٍ أوهامي
يُرثيني شعري والقَوافي تَغتلي
فقداً وتَنعى وَحشَتي أقلامي
والبادياتُ الجيدِ ينحرنَ الهَوى
حُزناً على ما فاتَ مِن أعوامي
لكنّها الأحوالُ شطّت وانطوى
عمرٌ وما بالشامِ يَرجو الشامي
عِرقٌ بقلبي ثابتٌ أعراقهُ
رسماً كَما في بصمةِ الإبهام
العاشقونَ الروحَ ملَّت روحُهم
مما جَرى واستَنفرت أحلامي
لا سامرٌ في الحيِّ يَشفي علَّتي
لا مِن حروفٍ هَدهَدت أسقامي
لا من يقينٍ لاحَ في عينِ الرؤى
لا من صروفٍ حطَّمت أصنامي
ما كنتُ أدري بالهَوى أكذوبة
لم يبقَ لي إلا الفؤاد الدامي
أشواقي نارٌ يصطلي أوّارها
قد أشعلَ النيرانَ من إضرامي
أدمنتُ صوتَ الآهِ في حُزني أنا
حتّى انتزعتُ الشكَّ من إحرامي
قالت لي الصحراء دعها إن بدا
صدٌّ فمَن يغويكَ بالإيلامِ
قلتُ اوجعتني “ذكرياتٌ داعَبت
ظنّي” فغصّت روحي بالآلامِ
حتّى احتسيتُ الدمعَ أشكو غُربتي
مَن ذا الذي يأتيني بالأنسامِ؟
مَن ذلكَ الغور الذي ضوعٌ بهِ
إن مسَّ روحي إنبرَت أسقامي
مالي أُمنّي الروحَ في عهدٍ جَفى
إن هلَّ لا يأتيكَ بالإتمامِ
أواهُ يا نبعاً تصافى حولهُ
حرفُ الهوى في أحرفِ الإدغامِ
حتّى متى خَرسا الأماني مالها
تُبلى وقَد ملَّت من الإحجامِ
إن الفتى يَهوى الذي يَشقى بها
طبعُ الشقا جودٌ من الإكرامِ

اترك رد