السوداني مهندس نهضة العراق …كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
عند الحديث عن شخصية رئيس الوزراء العراقي الاستاذ محمد شياع السوداني لابد ان نتعرف على الكثير من التفاصيل التي من شأنها ان تمكن رجل عاش حياة متواضعة بين اهله ومجتمعه وهو الشخصية الملتزمة حتى اصبح مهندسا وشغل بعدها مناصب ادارية وسياسية مختلفة اهلته ان يصبح رئيسا للوزراء . تذكرني هذه الشخصية الشابة والطموحة والواعية والنزيهة والمحترمة بمواصفات باني نهضة ماليزيا مهاتير محمد رجل الدولة المفكر والمثقف الذي وصل الى دفة الحكم وهو طبيب ثم قاد ماليزيا الى ثورة صناعية جعلتها في مصاف دول العالم المتقدمة. عندما تسلم السوداني مقاليد المسؤولية كان عليه ان يواجه في طريقه الكثير من المعضلات والملفات الشائكة والمعقدة. وضع في استراتيجيته يوم استلم قيادة البلاد ثلاثة ملفات بصفة اساسية كخطط تنمية ومشاريع اصلاح . الاول هو ملف الخدمات ومساعدة الفقراء وبرنامج الرعاية والضمان الاجتماعي وخدمة الكهرباء والطرق والجسور والملف الاخر هو ملف الصحة ورعاية الطفولة والامومة والشيخوخة وبناء المستشفيات المتطورة . والملف الثالث هو ملف التعليم الحديث ( التعليم الذي لا ينحصر على اساس الحصول على الجانب المعرفي فحسب وانما يذهب الى بناء الشخصية الاكاديمية التي تتمتع بالثقة والصفات القيادية ).
عرف عن رجل الدولة بأنه الانسان الذي يعمل من اجل رفعة بلده ويفكر بمستقبل الاجيال القادمة. وفي لحظة تاريخية مهمة وحساسة من عمر التجربة السياسية العراقية جاء السوداني ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب حيث تدرج على مستوى دوره الوظيفي في مؤسسات الدولة من خلال شغله مناصب مختلفة خلال حقب زمنية متعددة فكان يضع الامور حيث ينبغي لها ان تكون من حيث التوقيت والمزامنة والاقدام والجرأة والتواضع والحسم واللين والنزاهة من خلال خارطة ذهنية واخلاقية متوازنة. شخصية نالت قدرا وافيا من صفات رجل الدولة . فضلا عن شغفه بالعمل دون كلل . يحاول ان يدرك كل المشاكل التي تواجه البلد وايجاد الحلول الناجعة لها على المدى القريب والبعيد وهذا ما تجسد منذ توليه المسؤولية ولحد الان . هذه الشخصية حازت على قدر كبير من صفات رجل الدولة على مستوى المصلحة الوطنية والنفس الجماهيري . حيث سعى ولازال جاهدا ان يسخر امكانياته من اجل خدمة ابناء شعبه. لقد عانت الدولة العراقية لفترة طويلة من وجود فراغ لشخصية وطنية ذات حكمة وشعبية واسعة وتمتلك الحصافة والمسؤولية. ان الانتقال من ادارة المؤسسة الى ادارة الدولة ليست مهمة سهلة خاصة مع وجود تحديات مزمنة على مستوى سياسي واجتماعي وافتقاد لخطط التنمية المعروفة والمعلنة ‘ الامر الذي ادركه السوداني بوقت مبكر واسس وفقا لذلك منطلقات فكرية وقواعد واسس للاصلاح والتنمية والنهوض . ان شخصية رئيس الوزراء تعتبر الاقوى في النظام السياسي العراقي الامر الذي يجعله ان يثبت حضوره في جميع القرارات والمتابعات التفصيلية من اجل ان يكون ذلك خارطة طريق لجميع المسؤولين في الدولة . في المقابل ثمة تحديات كثيرة تواجهه منها خارطة الاصلاح الفعلي وسياسته في تغيير الكثير من الاسماء ( التي كانت تحتمي بالمناصب لمصالحها الذاتية ) واستبدالهم بكفاءات رصينة ونزيهة تقود المرحلة القادمة بعد حالة الفوضى والتنازعات والصراعات التي مررنا بها. وبعد ان اختلطت الكثير من الامور على مستوى المعايير والمقاييس كان لابد من تغييرات جوهرية يتصدى لها رجل ماهر في ادارته وبارع في تحقيق توازن بين انتمائه السياسي وخطه الوطني. ولاننا شركاء في الارض والمستقبل والمصير والامل من واجبنا الاخلاقي ان نبرهن لانفسنا ولشعبنا اننا قادرون معه على تخطي الصعاب ونعمر العراق لبنة لبنة ‘ ونمد ايدينا للمتعثرين ونبادر ونساند ونبني جسورا للوصل . ونلعن للعالم ان عراقا يولد من جديد كطائر العنقاء الذي خرج من الرماد.

اترك رد