منبر العراق الحر:
مدينةٌ تعلّق مصلها على عمود كهرباء
الطريق إليها محفوفة بالجليد
وأنا أمسك خطوتي
تزحلق قلبي واصطدم بشارة مرور تنزف…
مدينةٌ تتمرّا بظلها
الطريق مرآة تشققت
وأنا أرتق وجهي
كثقب
تدحرج من عيونها ردم الظلام
وسال من فمي صمغ الكلام…
مدينةٌ تدخل العالم بلا حذاء
تجر الطريق خلفها
كقتيل
لا يتعرّف إليها أحد…
مدينةٌ تتدلى كمشنقة
الطريق إليها صار سند تمليك
الرصيف الأيمن والأيسر يتعاركان عليها
لم يعد يمر عليها إلا القتلى على عجلةٍ لمعاينة وجه الله…
مدينةٌ سفور
كوجه أمي
الطريق إليها محتها حوافر الغبار
وأنا أتتبع أقدام المعري وجبران
هجمتْ عليّ الجهات
وأضعتُ الطريق…
مدينةٌ تعلّق قفصها الصدري
على شجرة العائلة
الطريق إلى حبيبتي بلا أجنحة
سأصل إليها لستُ أنا…
مدينةٌ تنشر الثياب الداخلية لرجالها ونسائها
على الأسلاك الشائكة
الطريق إليها يغص بسائل معقّى
اختنقتُ قبل أن أصل…
يا مدن الضباب
من لهاث القبور
من لهاث اليباب
الطريق ليس ذهابا
وليس إياب…
د.قيس جرجس