عمَّ يكتبُ الفقراء؟ زينب سيد هاشم

منبر العراق الحر :

أنا كاتبة مغمورة
على جزيرة محاصرةٍ بدمع الله وأشرعة الفرس ورمل نجد
أنا نخلةٌ مهجورة
نخلة محدودبة الجذع
على جزيرة المواكب الحزينة والتدميم العاشورائي
يسمونني البحر
وأسميني العطش
عمَّ سأكتبُ؟
لم أزرْ بيروتَ يوما ولا رأيت أهرامات الجيزة
لم أقض شهر عسل في ماليزيا المطر الدافئ
عمَّ يكتبُ الفقراء؟
الفقراء الذين ينفقون رواتبهم كلها على كوب قهوة أول الشهر ليغرقوا في الخمول والنعاس باقي أيام الشهر كله؟ عمَّ أكتب ؟
أنا كاتبة فقيرة
حبيبي يضاجعني لأجل الجنس ولا يعرف لون عيني بالتحديد
“أسود داكن بلون قلوب البحارنة”
حبيبي عالق في النصف السفلي من العالم
وأطفالي.. أطفالي يغادرون للمدارس دون وداع لطيف أو قبلة
أطفالي المتنمرون على أفواههم رمادٌ وألفاظُ نابية
كان لي جناحٌ
كان…
كتبتُ عنه لرفيقي الافتراضي لكنه لم يبالِ
حلمتُ بفلسطين
وبالعودة
وكتبتُ لكن رفيقي لم يبالِ
وغدا يسافرُ شمالا ويكتب عن الثلج .. ثلجِ نهود الشقراوات وزرقة النهر في أعينهن
سيكتب عن العصافير والمطر والمطارات الفارهة
ويرسلُ صور الأوركيد والقطط السلافية
عمَّ أكتب؟
عمَّ أكتبُ وقد استأصلَ الجراح جناحي وأسماهُ “ورما حميدا”؟
عمَّ أغردُ وقد نفدت القهوةُ وجيوبي فارغة؟
ليصمت الفقراء
——-
زينب سيد هاشم
المنامة

اترك رد